كشفت تقارير عن عقار جديد يمكنه أن يعالج (سرطان الثدي الثلاثي السلبي)، أحد أشد سرطانات الثدي فتكًا.

وحصلت شركة الأدوية البيولوجية "إيمونوميدكس" على موافقة معجلة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في أبريل 2020 لعقار "تروديلفي"، وهو دواء مضاد لسرطان الثدي الثلاثي السلبي المتقدم.

وأظهرت التجارب أن عقار (تروديلفي) الذي تبلغ قيمته 200 ألف جنيه إسترليني سنويًا، والذي يبحث عن الخلايا السرطانية ويدمرها بشكل انتقائي، يمكن أن يضاعف معدلات البقاء على قيد الحياة ويقلص الأورام، مما يمنح المرضى حياة أطول مع أعراض أقل.

كما أنه فعال بشكل خاص في علاج النساء اللائي لديهن أورام ثانوية في الدماغ، والأكثر عرضة للإصابة بمرض السلبي الثلاثي.

ويصيب سرطان الثدي الثلاثي السلبية ١٥ في المائة من مرضى سرطان الثدي. لا تتجاوب خلاياه السرطانية على مستقبلات الاستروجين والبروجسترون وغيرها، الأمر الذي يؤدي إلى نمو السرطان وفشل العلاج الهرموني لعدم قدرته على استهداف المستقبلات فيكون العلاج الكيميائي أنسب.

وهو نوع نادر من أنواع سرطان الثدي وقد لا يسبب ورماً وغالباً ما يصيب الجلد وينتشر بسرعة عبر الأوعية اللمفاوية في الثدي مع تغييرات في نسيج الجلد و/أو شكل الحلمة وإحمرار في الجلد. هنا العلاج سيكون مكثفاً ومتعدد الوجهات: جراحة، أشعة، أدوية كيميائية.

في الوقت الحالي، هناك خيارات محدودة لعلاج النساء المصابات بسرطان الثدي الثلاثي السلبي في مراحل لاحقة. بمجرد عودته، يتم إعطاؤهن إما العلاج الكيميائي أو - إذا كانت أورامهن إيجابية لعلامة تسمى PD-L1 - يمكن أن يتلقين العلاج الكيميائي مع علاج مناعي يسمى أتزوليزوماب.

ويعزز هذا قدرة الجهاز المناعي على قتل الخلايا السرطانية، ويمكن أن يزيد من معدل البقاء على قيد الحياة بنحو عشرة أشهر. وبمجرد أن يتوقف عن العمل، يمكن إعطاء النساء المصابات المزيد من العلاج الكيميائي، ولكن يصعب العثور على العلاج المناسب. غالبًا ما يتم تشخيص النساء في هذه المرحلة بستة أشهر فقط.

اقرأ أيضا:

لمن يعانون الأرق.. نصيحة "غير عادية" للنوم خلال دقائق

ووفق صحيفة "ديلي ميل" فإن (تروديلفي) هو واحد من سلالة جديدة من عقاقير السرطان، يُطلق عليه اسم دواء متقارن للأجسام المضادة، والذي يجمع بين مركبين ويعمل بطريقة مختلفة قليلاً.

أحدهما، وهو جسم مضاد، يرتبط ببروتين موجود على سطح حوالي 90 في المائة من الخلايا السرطانية ثلاثية السلبية، ثم يطلق دواء العلاج الكيميائي في الخلية مما يمنعه من التكاثر، وهو فعال للغاية لأنه من خلال استهداف الخلايا السرطانية على وجه التحديد، وليس الأنسجة السليمة المحيطة، يمكن استخدام جرعة كيميائية أعلى.

ويتم إعطاؤه عن طريق الحقن الوريدي في المستشفى مرتين خلال دورة مدتها 21 يومًا.

وفي تجربة حديثة شملت 468 مريضة، كان لدى اللائي عولجن بـ "تروديلفي" نتائج "أفضل بكثير" من نظرائهن اللاتي تلقين علاجًا كيميائيًا قياسيًا.

استغرق الأمر ستة أشهر قبل أن يبدأ السرطان في النمو مرة أخرى، مقارنة بشهرين لمن تخضعن للعلاج الكيميائي، وتضاعف معدل البقاء على قيد الحياة من ستة أشهر إلى 12 شهرًا.

يقول الدكتور بيتر شميد، أستاذ طب السرطان في مركز بارتس للسرطان وأحد الباحثين في تجربة (تروديلفي): 'هل هو الدواء الرائع لحل جميع المشاكل؟ بالطبع لا. لكنه سيوفر للمرضى وقتًا ثمينًا، ويحسن البقاء على قيد الحياة ويمنح المرضى الكثير من الأمل".

وأضاف: "ستة أشهر إضافية هي مجرد متوسط - قد يحصل البعض على عامين آخرين. من الأهمية بمكان أن تحصل النساء على هذا العلاج قريبًا جدًا".

وتابع: "لا فرق إذا كنت في الثلاثين أو السبعين من العمر وأنت مصاب بالسرطان - فالحياة ثمينة".