حذرت دراسة حديثة من أن الأطفال الذين يعانون من إصابات دماغية رضحية معرضون لخطر الإصابة باضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه في غضون عام أو أكثر.
وأظهرت الدراسة أنه من بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 18 عامًا، والذين يعانون من إصابات دماغية شديدة، نتيجة التأثير على الرأس الذي يسبب فقدان الوعي، يصاب 36 في المائة منهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بعد عام أو أكثر.
قال الباحثون في الدراسة التي نشرتها دورية "جاما لطب الأطفال"، إن حوالي 16 في المائة من الأطفال الذين يعانون من إصابات الدماغ الرضية تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قبل إصابتهم الدماغية.
يتم تشخيص حوالي 11 في المائة من الأطفال باضطراب الصحة العقلية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات النشاط المفرط والسلوكيات الاندفاعية ومشاكل تركيز الانتباه على مهمة واحدة.
وبينت الدراسة أن أقل من 10 في المائة من الأطفال الذين لا يعانون من إصابات الدماغ الرضحية، يصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في وقت لاحق من حياتهم.
قال المؤلف المشارك في الدراسة روبرت إف أسارنو، أستاذ الطب النفسي وعلوم السلوك الحيوي في جامعة كاليفورنيا: "يجب على الآباء مراجعة الظروف التي تعرض فيها طفلهم للإصابة بإصابات الدماغ الرضية لتحديد ما يمكن فعله لمنع الإصابة في المستقبل، بما في ذلك تثقيف الطفل حول كيفية تجنب الإصابة وارتداء الملابس الواقية المناسبة".
اقرأ أيضا:
لمن يعانون الأرق.. نصيحة "غير عادية" للنوم خلال دقائقويعاني حوالي 2.5 في المائة من الأطفال - أو 2 مليون - في الولايات المتحدة من إصابات الدماغ الرضية، عادة نتيجة لإصابة أثناء اللعب أو الأنشطة الرياضية للشباب، بناءً على التقديرات الأخيرة.
تشير الأبحاث إلى أن إصابات الدماغ الرضية هي السبب الأكثر شيوعًا للوفاة والإعاقة العصبية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم.
في الدراسة، قام الباحثون وزملاؤه بمراجعة بيانات 24 دراسة شملت أكثر من 12000 طفل تتراوح أعمارهم بين 4 و 18 عامًا.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين أصيبوا بإصابات شديدة كان احتمال تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر بخمس مرات بعد أقل من عام، وما يصل إلى سبع مرات أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب بعد أكثر من عام.
قال أسارنو: "قد تكون هناك مشكلات سلوكية ونفسية اجتماعية وطبية سبقت إصابات الدماغ الرضحية التي تحتاج إلى معالجة مناسبة لعلاج أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الطفل بعد إصابة الدماغ".
ومع ذلك، "يمكن علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الذي يلي إصابات الدماغ الرضية بنفس التدخلات السلوكية - مثل تعليم الأطفال الانتباه الفعال والتفكير والتخطيط قبل أن يتصرفوا - والأدوية التي تستخدم لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال الذين لا يعانون من إصابات الدماغ الرضية"، وفق قوله.