جميعنا عاصٍ إلا من رحم ربي، ونسأل الله عز وجل أن يعفو عنا جميعًا، لكن والحد لله كثير يملأ قلبه بعض من الخوف من الله عز وجل، فتراه يذهب ويعود، ويبتعد ويعود، ويذنب ويعود، لكن للأسف بالتأكيد هناك عصاة قلوبهم مزمجرة والعياذ بالله، تصر على المعصية، كأنها توقن فيها والعياذ بالله، لكن كيف تعرف هؤلاء العصاة الذين تحجرت قلوبهم؟، باختبار بسيط، فأي إنسان قد تراه وتقيمه وتصنفه بأنه عاص، فإنك إن ذكرت أمامه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بشيء من التقليل أو عدم التعظيم، فإنه ينتفض ويمتعض وتقوم قائمته ولا يمكن أن يمنعه أحد عن شيء، (لقد ذكروا سيدنا محمد بسوء) فيقوم ويقول إلا رسول الله.. لكن إذا حدث العكس ولم يتحرك له ساكنًا فاعلم أن هذا إنما هو صاحب القلب العاصي الحقيقي.
كيفية الرد على المسيئين؟
لكن كيف نرد على المسيئين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بداية لا يجب أبدًا أن نسيء لأحد، وألا نبدأ نحن بالإساءة لأحد، حتى لا يتعدى أحد على رموزنا الدينية، قال تعالى: «وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ» (الأنعام:108)، ثم إذا علمنا أن هناك من يسيء لرسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم ولم يتحرك لنا ساكنًا، فلنعلم أن هناك مشكلة عويصة جدًا تملأ قلوبنا، وهنا الرد لا يكون إلى بإتياع سنته صلى الله عليه وسلم، يقينًا منا بقوله عليه الصلاة والسلام.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: « جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟!، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب ( أعرض ) عن سنتي فليس مني».
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينأدلة حب النبي
بالتأكيد محبة النبي تأتي من اتباع سنته، وليس بالهراء الكثير فيما لا يفيد، ولنعلم جيدًا أن من أهم ما يجب علينا تجاه حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نحقق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً ، ونقدمها على محبة النفس والولد والناس أجمعين ، قال تعالى يؤكد ذلك: « قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ » (التوبة:24).