قد يكون نجح فيروس كورونا في منع كثيرين عن أداء فريضة الحج لهذا العام، لكن وبرغم ذلك، إلا أننا لن نيأس من رحمات ربنا عز وجل، وسنعيش هذه الأيام المباركات -أيام الحج- وكأننا هناك، نقيم كل منسك من مناسك الحج، نتدبره، نفهمه، نعيه جيدًا، نعيشه كأنه حقيقة.
ومن ذلك أن نبدأ يومنا بصلاة الفجر، التي تحسب لمن أقامها حجة تامة، إذ يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي: «من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة »، قال رسول الله « تامة، تامة، تامة».
رمي الجمرات
من أهم مناسك الحج التي تغيب عنا، ولا يجوز إتيانها إلا في الأماكن المقدسة الطاهرة في المملكة العربية السعودية، رمي الجمرات، وهو منسك أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفجر.
وقد أجمع العلماء على أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وقف بالمشعر الحرام ( وهي المزدلفة ) بعد ما صلى الفجر ، ثم دفع منها قبل طلوع الشمس إلى منى ، وأنه في هذا اليوم ( وهو يوم النحر ) رمى جمرة العقبة من بعد طلوع الشمس.. ونحن أيضًا بوسعنا رمي الجمرات، ليس بالفعل إتيانها الحقيقي، وإنما باتباع سنة نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، في طرد الشيطان وشركه من حياتنا جميعًا، ألم يئن الأوان، لأن نفيق ونعود لأنفسنا؟.
الوقوف بعرفة
أيضًا يحرم الكثير من المسلمين هذا العام، من الوقوف بعرفات، لكن رغم أنف كورونا، سنتعلم سنن هذا اليوم، سنصوم نهاره، ونقوم ليله، فالحج عرفة، وبالتالي سنعمل كل ما بوسعنا لعل الله يكتب لنا حجة بعلم الغيب، إذ يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم : « الحج عرفة ، من جاء ليلة جَمْع قبل طلوع الفجر فقد أدرك »، فمن حصل له في هذا الوقت وقوف بعرفة ولو لحظة واحدة فقد أدرك الوقوف، لحديث عروة بن مضرس رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم، المزدلفة حين خرج إلى الصلاة ، فقلت : يا رسول الله إني جئت من جبل طيئ ، أكللت راحلتي ، وأتعبت نفسي ، والله ما تركت من حبل إلا وقفت عليه ، فهل لي من حج ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من شهد صلاتنا هذه ، ووقف معنا حتى ندفع ، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه ، وقضى تفثه».
اقرأ أيضا:
أخي العاصي لا تمل وتيأس مهما بلغت ذنوبك وادخل إلى الله من هذا الباب.. التوبة