بقلم |
محمد جمال حليم |
الثلاثاء 04 يونيو 2024 - 07:51 ص
الإسلام دين عظيم جاء لينقذ أتباعه من الضنك والغناء وينتشلهم من براثن الكذب والغش والخداع إلى الصدق والأمانة والإخلاص. وقضى الله تعالى أن من عاش صادقا مع الله ومع نفسه ومع الآخرين أن يخسر يوم القيامة معهم ويتنعم بمنزلتهم في ى الجنة فالصدق عنوان المؤمن وبدونه لا يفرق بين مسلم وغيره حتى إنه من لوازم الإيمان فقد يكون المؤمن جبانا وقد يكون بخيلا لكنه لا يكون كذابا كما جاء في الحديث أن النبي حينما سئل أيكون المؤمن كذابا قال لا. ولكي ينعم المؤمن بهذه المنزلة الرفيعة منزلة الصادقين لابد أن يحقق الصدق في جميع وأحواله وعلى جميع المستويات وكما يكون الصدق في القول يكون أيضا في الفعل. والصدق له مستويات ثلاثة صدق مع النفس وهو قرين الاخلاص وصدق مع الغير ويكون بالقول والفعل وصدق مع الله بان يقصد بنا يقوله الله لا غير ويحتمل في سبيل ذلك ما قد يتعرض له من بلاء وابتلاء حسبة لله تعالى. كيف نحقق الصدق في حياتنا؟ ولكي نحقق الصدق بمستوياته التى مرات ينبغي تعويد النفس بما يلي:
مراقبة الله تعالى وتذكر أنّ الله عزّ وجلّ يسجّل على عباده كل شيء، ولا يغيب عن علمه شيء، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7] فاستحضار هذا المعنى كفيل في قلب العبد بأن يتردد ويتوقف قبل التحرك بالكذب بين الناس. مرافقة أهل الصدق والبعد عن أهل الكذب؛ فالمرء على دين خليله، قال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]. تذكر حال وثواب الصادقين يوم القيامة، مع استحضار عقوبة الكاذبين في نياتهم وأفعالهم يوم القيامة؛ ففي الحديث: (وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويكذب حتى يكتب عند الله كذابًا) التنشئة الاجتماعية داخل البيوت على الصدق، وألا يسمح الأب أو الأم أن يحيا بالكذب مع أولادهم في أقوالهم أو سلوكياتهم المختلفة؛ فالابن الذي يرى والده يكذب وهو يتحدث مع آخر عبر الهاتف سيعتاد الكذب في حياته. فالحذر الحذر!! استلهام التأييد الرباني من الله بأن يهديك لأحسن الأخلاق وأن يرزقك الصدق دائما وأن يجعلك مع الصادقين؛ كحال النبي صلى الله عليه وسلّم في طلبه من ربه بأن يهديه لأحسن الأخلاق، وفي القرآن الكريم يقول الله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80]. وأخيـــرًا: oكن صادقًا مع الله في يقينك وثقتك فيما وعد به.. oكن صادقا في نيتك؛ فمن سمّع سمّع الله به، ومن يُرائي يُرائي الله به.. oكن صادقا في عهدك وأمانتك فلا تكن من الخائنين.. oكن صادقا في مسؤولياتك والمهام الموكلة إليك.. oكن صادقًا في وعودك ووفيًّا لها وللناس من حولك.. oكن صادقًا مع أهل بيتك وأولادك بحسن تربيتهم.. oكن صادقًا في تعاملاتك المادية بيعا وشراءً.. oكن صادقًا في همّتِك؛ حتى إذا مرّ أحدٌ في دروب الحياة، قال مرّ فلان من هنا وذاك الأثر. oكن صادقًا لتبلغ منازل الصادقين المخلصين..