معلوم أن للصيف طقوسه كما للشتاء طقوسه، ومن أشهر طقوس الصيف الذهاب للمصايف بغرض التنزه والترويح عن النفس بعد رحلة عمل شاقة وحاجة للراحة والسكينة .. وهذا الغرض مباح بل مطلوب أن يروح الإنسان عن نفسه لاسيما إن كانت الوسائل آمنة ومباحة.. ويبقى السؤال: حكم الذهاب للمصايف رغم كثرة ما يقع فيها من مخالفات؟
حكم الذهاب للمصايف:
ذهب العلماء في هذا قولين أحدهما ذهب إلى التحريم باعتبار أنها أماكن معصية ولا يتصور أن يحافظ الإنسان فيها على دينه وأن الذهاب لهذه الأماكن حتى وإن استطاع إن يغض بصبره فإنها أماكن معصية لأن المكان غير صالح للتواجد فيه، فهو محط نزول غضب الله ومقته لما فيه من التبرج والفواحش، وبهذا كان التحريم سدًا للذرائع.
في حين يرى آخرون ومنهم دار الإفتاء المصرية أن الذهاب للمصايف لا حرج فيها مادام المسلم يلتزم بضوابط الشرع .
ضوابط الذهاب للمصايف:
ومن أهم الضوابط التي تحدثت عنها الإفتاء المصرية ما يلي:
-التزم المسلم والمسلمة بما أمرهما الله به من غض البصر.
-ارتداء الملابس الشرعية التي تستر العورات.
-الالتزام بقراءة القرآن الكريم.
-المحافظة على الصلاة بالذهاب للمساجد.
-الانتصار على شهواته وعدم ارتكاب المعاصي في المصايف.
- ألا يشتمل المكان على منكرات، بالإضافة إلى غض البصر من قبل الرجال والنساء عند التواجد على الشواطئ.
أن هناك شروطًا خاصة قد فرضها الإسلام على المرأة المسلمة والتي من ضمنها الزي الخاص بها حيث تعرف المرأة المسلمة وسط العديد من البلدان والأوساط بالملابس المميزة التي ترتديها.
وجاء في الشريعة الإسلامية أنه بالنسبة للملابس الخاصة بالنساء أنه يشترط فيها أن يكون الزي ساترًا للعورة، كما يشترط ألا تكون ملابسها رقيقة بحيث أكد الشرع على أن يكون زي النساء لا يشف ما تحته، وألا يكون ضيقًا بحيث يكون يصف الجسم.
المايوه الشرعي:
من جهتها، حذرت الإفتاء من ارتداء الملابس غير الشرعية كـ«المايوه» للرجل والمرأة، فضلًا عن الملابس الضيقة والشفافة؛ لأنهما يعتبران حرام شرعا ومن المخالفات التي ترتكب في المصايف، كما لا يجوز للمرأة النزول البحر وهي ترتدي ملابس شفافة أو ضيقة تظهر جسدها عند النزول في المياه ويفضل عدم نزولها البحر طالما كان هناك رجال أجانب يشاهدونها.
ونشرت دار الإفتاء فتوى شرعية، حول الحلال والحرام في المصايف وخاصة بالنسبة للنساء، جاء فيها، وبخصوص «المايوه» الذي يطلق عليه «المايوه الشرعي» إذا كان ساترًا للعورة بشكل كامل كما هو في الصلاة وليس رقيقًا أيضًا كما أنه لا يشف ما تحته أو كان غير ضيق بحيث لا يصف الجسم من أسفله فإن هذا المايوه جائز، أما إذا خالف هذا وكان المايوه ضيقًا أو كان ما ترتديه المرأة يكشف العورة أو كان رقيقًا بحيث كان يشف ما تحته فهذا يعتبر رداءً غير جائز شرعًا.
انتشار البوركيني:
ومع ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الإقبال على المصايف فقد لاقي البوركينى إقبالا كبيرا جدا من جانب المسلمات والمحجبات خاصة، حتى أصبح له متاجر متعددة ورواجا عبر مواقع التسوق العالمية، وهو ما يفسر إعجاب المدونين ودعا كثيرا من المصممين لابتكار أشكال وألوان وتصميمات جديدة للبوركيني تناسب جميع الأذواق وتحقق الستر المطلوب، وأصل التسمية تتكون كلمة "البوركيني" من مقطعين "بور bur" وهي اختصار كلمة البرقع أو النقاب، أما الجزء الثاني فهو "كيني kini" مستوحي من "البكيني" وهو لباس البحر المعروف.