عيادة المريض تفيد الزائر والمريض أيضًا.. كيف ذلك؟

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 16 مارس 2023 - 04:46 ص

شرع الله تعالى زيارة المريض رحمة له فهو يأنس بلقيا أحبابه كما أن زيارتهم تخفف عنه الكثير مما يعانيه.. لاسيما وإن كان الزائر مراعيا لآداب الزيارة مستحضرا نيته حتى يأخذ الثواب الكثير؛ فزيارة المريض إذا نفعها يعود على المريض وعلى الزائر أيضًا.

فضل زيارة المريض:

زيارة المريض هي أحد حقوق المسلم على أخيه حتى قال بعض العلماء إنها واجبة ففي الحديث: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ. وفي رواية: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ. رواه البخاري ومسلم، وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِيَ. رواه البخاري.

ومما ورد في فضلها: ما رواه مسلم في صحيحه عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ، وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا. رواه الترمذي.

الرقية الشرعية:

ويستحب لمن يزور مريضًا أو حتى الأم لأولادها أن يرقى المريض بما صح عن رسول الله من الأدعية والرقية الشرعية منها ما ورد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِـ"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ"، رواه البخاري.

ومن الأدعية أيضًا للهم ربّ الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلاّ شفاؤك شفاءً لا يُغادر سقماً( ثلاث مرات) بسم الله أرقيك من كلّ شرّ يؤذيك، ومن شرّ كل نفس وعين كلّ حاسد الله يشفيك (ثلاث مرات). اللهم اذهب حرّ العين وبردها ووصبها( ثلاث مرات).

فقد روى البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ) .

المريض الميؤس من شفائه:

لا ينبغي أن يقطع أحدنا الأمل في شفاء مريض فكثيرا ما نسمع أن هذا كان يشارف الموت ثم نجاه الله وكم سمعنا ان أطباء قالو لذوي المريض إن مريضكم استنفد كل السبل وان الآن بين يدي الله وغيرها من الكلمات التي تصيبهم بالإحباط ثم سرعان ما يتحول الحال ويشفي الله المريض ويعافيه فالواجب ألا يقطع الرجاء وأن يدعو لمريضه وهو موقن بقدرة الله على إجابة دعائه، كما جاء في الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه. أخرجه الترمذي، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وفي الصحيحين - واللفظ لمسلم -عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة, وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه. فعليك أن تدعو الله وأنت محسن الظن به، ومعظم للرجاء في قدرته وفضله، وجاهد نفسك في دفع وساوس اليأس والقنوط، والقيد الذي في الحديث: لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُه، يقول ابن عثيمين: ليس الذي فيه مرض الموت. اهـ. فما دام المريض لم تلح عليه أمارات الموت, فإنه يشرع أن يدعى عنده بهذا الدعاء، ومن يدري فلعل الدعاء يكون سببًا بإذن الله تعالى في الشفاء، وما ذلك على الله ببعيد.