قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تقدروا فادعوا له».
فإسداء المعروف وقضاء حوائج الناس ورد الجميل إليهم من أفضل الأعمال، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس قضاءً إذا رد شيئا لصاحبه.
آداب وحكم:
1-لما قدم وفد النجاشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام يخدمهم بنفسه، فقيل له يا رسول الله: لو تركتنا كفيناك، فقال: كانوا لأصحابي مكرمين .
2- وقيل: أتى رجل من الأنصار إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:
أذكر صنيعي إذ فاجأك ذو سفه .. يوم السقيفة والصديق مشغول
فقال عمر بأعلى صوته: ادن مني، فدنا منه، فأخذ بذراعه حتى رآه الناس وقال: ألا إن هذا رد عني سفيها من قومه يوم السقيفة ثم حمله على بعير نجيب وزاد في عطائه، وولاه صدقة قومه وقرأ: " هل جزاء الإحسان إلا الإحسان".
3- وقال رجل لسعيد بن العاص، وهو أمير الكوفة: لي يد عندك بيضاء.
قال: وما هي؟ قال:كبت بك فرسك ، فتقدمت إليك قبل غلمانك، فأخذت بعضدك وأركبتك، وأسقيتك ماء، قال: فأين كنت إلى الآن؟ قال: حجبت عن الوصول إليك، قال: قد أمرنا لك بمائتي ألف درهم، وبما يملكه الحاجب إذ حجبك عنا.
4- وقال قطري بن الفجاءة الخارجي: وكان قد أسره الحجاج ثم من عليه، فأطلقه، فقيل له: عاود قتال عدو الله، فقال: هيهات له يد إحسان عليّ فقيد رقبتي بإحسانه، ثم قال:
أأقاتل الحجاج عن سلطانه .. بيد تقر بأنها مولاته
ماذا أقول إذا وقفت إزاءه .. في الصف واحتجت له فعلاته
أأقول جار عليّ؟ لا إني إذا .. لأحق من جارت عليه ولاته
وتحدث الأقوام أن صنائعا .. غرست لدي فحنظلت نخلاته
اقرأ أيضا:
للعالم والمتعلم.. نصائح ذهبية من الإمام علي5- واجتاز الشافعي رحمه الله تعالى بمصر في سوق الحدادين، فسقط سوطه، فقام إنسان، فأخذه ومسحه وناوله إياه، فقال لغلامه: كم معك؟ قال: عشرة دنانير، قال: ادفعها إليه واعتذر له.
6- واستنشد عبد الملك عامر الشعبي، فأنشده لعدة شعراء، حتى أنشد لحسان بن ثابت شاعر الرسول:
من سرّه شرف الحياة فلم يزل .. في عصبة من صالحي الأنصار
البائعيـــن نفوسهم لنبيــهم .. بالمشرفي وبالقنا الخطار
الناظرين بأعين محمرة .. كالجمر غير كليلة الأبصار
7- فقام أنصاري، فقال: يا أمير المؤمنين: استوجب عامر الصلة على ستون من الإبل كما أعطينا حسان يوم قالها، فقال عبد الملك: وله عندي ستون ألفا، وستون من الإبل.
8- وعن علي كرم الله وجهه: أحسنوا في عقب غيركم تحفظوا في عقبكم.
9- وقال المدائني: رأيت رجلا يطوف بين الصفا والمروة على بغلة، ثم رأيته ماشيا في سفر، فسألته عن ذلك فقال: ركبت حيث يمشي الناس، فكان حقا على الله أن يمشيني حيث يركب الناس.