تكثر عادات الناس وآرائهم حول المسائل الدينية ومدى تقبلهم لها لكن الثابت أن ما جاءت به النصوص وما أقره العلماء هو الصحيح الذي نتعبد الله تعالى به بعيدا عن الابتداع في الدين.
عيد الأبرار:
ومن عادات الناس التي انتشرت في شهر شوال ما يسمى بعيد الأبرار.. حيث يحتفلون بقضاء صوت ست شوال بطرقة معينة يعرفونها ولهم فيها طقوس وتهاني فهو عيد بالنسبة لهم.
رأي الشرع في عيد الأبرار:
يؤكد علماء الدين أن الالتزام بما شرع الله تعالى ورسوله هو الصواب ولا ينبغي أن نخترع و نبتدع في الدين ما ليس منه من ذلك ما يسمى بعيد الأبرار وهو من الأمور المحدثة المبتدعة في شهر ويكون في اليوم الثامن منه، ويكون عد أن يتم الناس صوم شهر رمضان , ويفطروا اليوم الأول من شهر شوال - وهو يوم عيد الفطر - يبدأون في صيام الستة أيام الأول من شهر شوال , وفي اليوم الثامن يجعلونه عيداً يسمونه عيد الأبرار.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال: إنها ليلة المولد , أو بعض ليالي رجب , أو ثامن عشر ذي الحجة , أو أول جمعة من رجب, أو ثامن من شوال الذي يسميه الجهَّال عيد الأبرار : فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف, ولم يفعلوها. والله سبحانه وتعالى أعلم). ا.هـ. مجموع الفتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقال أيضاً: ( وأما ثامن شوال : فليس عيداً لا للأبرار ولا للفجار , ولا يجوز لأحد أن يعتقده عيداً, ولا يحدث فيه شيئاً من شعائر الأعياد ) ا. هـ. الاختيارات الفقهية ص/199
ويكون الاحتفال بهذا العيد في أحد المساجد المشهور فيختلط النساء بالرجال ويتصافحون ويتلفظون عند المصافحة بالألفاظ الجاهلية , ثم يذهبون بعد ذلك إلى صنع بعض الأطعمة الخاصة بهذه المناسبة).
لكن هذا لا يعني ألا يفرح المؤمن بتمام طاعته وأن الله تعالى وفقه لإتمام صوم ست شوال وأعانه بل عليه أن يفر وحق له ذلك يقول تعالى " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" لكن ليس معنى الفرح أن يجعل هذا اليوم عيدا له طقوس مخترعة لاسيما وأن الأعياد في الإسلام توقيفية لا توفيقية بمعنى أنها ثابتة بنصوص وليست محلا للرأي والمقصود بالأعياد الأعياد الدينية.
فضل صوم ست شوال:
وقد ورد في فضل صيام ست أيام من شوال حديث :" من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر . " رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، ولصيام ست من شوال بعد صيام رمضان فوائد منها أنها تعويض النّقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبا في صيامه ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة وإن انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم " رواه أبو داود .
كما أن فيه صيامها حسن دأب مع الله فبعد عبادته مجتهدا في رمضان لا ينبغي أن تسيء الأدب معه فإن صمت رمضان مجبرا خوفا فلتصم هذه الأيام راغبا مختارا محبا وبهذا تحقق التقوى والتي هي الغاية من الصيام وفي استمرارك على الطاعة دليل على قبول صومك في رمضان.