آل البيت هم من ينتمون لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وحينما أراد نصارى نجران مباهلته فيما يخص نبوته بعد عيسى ابن مريم، أخذ معه سيدنا علي ابن أبي طالب وزوجته فاطمة بنت رسول الله، وابنيهما الحسن والحسين، وحينها واعدوه أهل نجران على الغد، فغدا النبي ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة، فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية.

قال تعالى: «فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَٰذِبِينَ»،

آل بيت النبي 

نعم هؤلاء هم أهل بيت النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، لاشك، لكن العلماء يقولون إن كل من نطق بالشهادتين، وآمن بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فهو من آل النبي الكريم، وربطوا بين من يردد (اللهم صلى على محمد وآل محمد)، بأن المقصود كل المؤمنين به عليه الصلاة والسلام، وإلا لو كان المقصود أهله أي أقاربه فقط، لجمعت الدعوة أبي لهب وزوجته، فهو عمه أيضًا، خصوصًا أنه في بداية الدعوة دعاه المولى عز وجل لأن يدعو آل بيته للإسلام، فلما أُمر الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بالبلاغ، فقد أمر أن يبدأ بأقربائه على وجه الخصوص، ودون بقية الناس.

وكان هذا أيضًا نوعًا من التدرج في إيصال الدعوة إلى العالمين؛ حيث كان قد نزل قوله تعالى: «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ» (الشعراء: 214)، وبما أن الدعوة بعد ذلك انتشرت في ربوع الدنيا كلها، فبالتأكيد كل من قال (لا إله إلا الله محمد رسول الله) صادقًا مؤمنًا بها، هو من أهل نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم.

الزكاة وآل البيت

إذن علينا أن نفرق بين الأهل والأقارب، وهم لاشك كما قلنا كل ما هو من نسل ابنته فاطمة وزوجها علي ابن أبي طالب رضي الله عنهما، لكن أيضًا الانتماء للإسلام واليقين بالله عز وجل وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، أيضًا تعد من (آل البيت)، لكن ما يفرق بينهما هو الزكاة.. فكيف ذلك؟..


أيضًا يطلق على أهل بيته الخاص كزوجاته وبناته.. كما يدل عليه قوله تعالى: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» (الأحزاب:33)، فهذه الآية وردت ضمن آيات تتحدث عن أمهات المؤمنين، كما يطلق إطلاقا أخص على أهل العباءة وهم: (علي وفاطمة والحسن والحسين).

ففي صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: «خرج النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا»، وهؤلاء يحرم عليهم الزكاة.

في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم- رضي الله- عنه قال: .. وأهل بيته من حرم الصدقة بعده قال الراوى عنه : ومن هم؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، قال كل هؤلاء تحرم عليهم الصدقة ؟ قال نعم.. إلا أن العلماء يؤكدون أنه أيضًا يطلق آل البيت على الأتباع، فيقال آل النبي أتباعه وبهذا الإطلاق يدخل جميع المؤمنين به صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإن الزكاة لا تمنع على المسلمين، وهنا الفرق.


وفي هذا المعنى يقول الشاعر: