تزامن امتحانات نهاية العام مع صوم شهر رمضان، حادثة ليست جديدة، فقد تعاقب عليها أجيال كثيرة، وفي كل مرة يثور جدل حول إفطار الطلاب أو أفضلية الصوم مع المذاكرة وأداء الإمتحانات، وتأثيرات الصيام على أدائهم في الامتحانات.
ويزيد الجدل، بالإضافة إلى الصيام، لو كانت هناك تغيرات جوية حولت الطقس إلى الحرارة أو الحرارة المرتفعة في العديد من بلداننا، مما يعرض طلاب المدارس الصائمين لفقدان السوائل عن طريق التعرّق، وما يرافقه من فقدان لأملاح الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض الأداء الجسدي والذهني معًا.
لذا لابد من تعلم الطرق الصحية التي تساعد الطلاب على التركيز والأداء الذهني بشكل جيد، وتجنب الإصابة بالعطش الشديد وفقدان السوائل، وتناول الطعام الصحي المعين على التحصيل والتركيز.
ويمكن الإشارة إلى عدد من الارشادات الصحية المفيدة في هذا السياق، كالتالي:
أولًا: لا يوجد هناك وقت أمثل للمذاكرة، فالوقت المناسب يختلف من طالب آخر بحسب حالته الجسمانية، وطبيعة المادة وما تحتاجه من طاقة وتركيز وصفاء ذهن.
ثانيًا: يعتبر تجنب إجهاد الذهن بالأجهزة الإلكترونية التي تمتص طاقة القشر الدماغي على التركيز، ومشاهدة المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي ستعاد حتما على الشاشات بعد شهر رمضان، من أهم ما يساعد الطلاب في شهر رمضان على المذاكرة، ويمكن الاستعاضة -في حالة الشعور بالضغط أو الملل- للترويح عن الدماغ والنفس ببعض التمرينات الرياضية البسيطة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، أو الخروج للمشي لفترة قصيرة.
ثالثًا: يفضل البدأ في عملية المذاكرة بعد العشاء، إذ يتجه الدم بعد الإفطار في الجسم بوفرة إلى الجهاز الهضمي للقيام بعملية الهضم، وبالتالي ينقص الدم نسبيًا عن باقي الأعضاء، ومنها الدماغ وقشر الدماغ، لذا لا ينصح بالدراسة مباشرة بعد الإفطار، بل من العشاء حتى منتصف الليل مع أخذ فترات راحة قصيرة، ويفضل مذاكرة المواد التي تحتاج إلى تركيز شديد خلال هذه الفترة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء، ثم النوم لأخذ قسط جيد من الراحة حتى وقت السحور، وتناول سحور خفيف يحتوي على المغذيات والفيتامينات وقليل من الدسم والملح، مما يسمح بساعة إلى ساعتين من الدراسة بعد السحور حتى الصباح حيث موعد المدرسة أو الامتحان، ومذاكرة المواد التي تحتاج إلى تركيز منخفض أو متوسط كاللغات ما بين العصر والمغرب.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟رابعًا: يجب التركيز على مكونات الوجبات التي يتناولها الطالب أثناء فترة الافطار بحيث تكون غنيه بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم والعقل، من حيث الكم والكيف.
خامسًا: يجب الحرص على تناول أطعمة بعينها كالموز، واللوز النيء، والأسماك، والطماطم، والحمضيات، والعنب، إذ تحتوي على شاردة البوتاسيوم التي تساعد على تخفيف الشعور بالعطش ما قد يفقد الطالب تركيزه.
كما تدعم شاردة البوتاسيوم الموجودة في الدم بمستويات طبيعية، أداء عدة أجهزة أخرى في الجسم، لا سيما أثناء التوقف عن الطعام والشراب، وعلى رأسها الجهاز العضلي والعصبي والقلب والدوران.
سادسًا: الحرص على عدم تناول الحلويات والمخللات بكثرة أثناء فترة الإفطار، لما لها من تأثير مضر للغاية، إذ تعمل على تحريض مركز العطش في الدماغ لطلب كميات أكبر من الماء في الساعات اللاحقة التي تتلو تناول الطعام، والشعور بالعطش الشديد الذي يمتد إلى اليوم التالي خلال ساعات الصيام.
سابعًا: يجب أن يحتل شرب الماء مكانة خاصة ضمن مخطط وجبات الطعام للطلاب وعدم الاكتفاء بالعصائر المحتوية على السكريات فقط، مع تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الماء من الخضراوات والفاكهة، وتذكر أن كمية الدم اللازمة لعملية الهضم تتناسب طرديًا مع حجم الوجبة ومحتواها من البروتين والدسم، لذلك ينصح بالبدء بالماء أو الحساء الخفيف وكمية بسيطة من السكريات سهلة الهضم كالتمر أو الفواكه المجففة، ثم الانتظار لمدة ثلث إلى نصف ساعة ثم تناول وجبة إفطار خفيفة الدسم متوسطة السعرات الحرارية، وتوزيع الأطعمة والمشروبات على دفعات ليتناولها الطالب حتى موعد النوم.
اقرأ أيضا:
والدي يقول لي أنني ملكية خاصة به وأجبرني على خدمته منذ طفولتي.. ما الحل؟