كان النبي صلى الله عليه وسلم أكرم الناس، وأكرم ما يكون في رمضان، حيث كان أجود من الرياح المرسلة.
فائدة عن مضاعفة جوده في رمضان:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا يطعم من جاءه من المساكين حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله به ما أراد من كرامته من السنة التي بعثه فيها وذلك الشهر شهر رمضان خرج إلى حراء كما يخرج لجواره معه أهله.
حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله تعالى برسالته ورحم العباد بها جاءه جبريل من الله عز وجل ثم كان بعد الرسالة جوده في رمضان أضعاف ما كان قبل ذلك فإنه:
1-كان يلتقي هو وجبريل عليه السلام وهو أفضل الملائكة وأكرمهم.
2- كان يدارسه الكتاب الذي جاء به إليه وهو أشرف الكتب وأفضلها وهو يحث على الإحسان ومكارم الأخلاق.
3- كان القرآن الكريم لرسول الله صلى الله عليه وسلم خلقا ، بحيث يرضى لرضاه ويسخط لسخطه ويسارع إلى ما حث عليه ويمتنع مما زجر عنه فلهذا كان يتضاعف جوده.
4- عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم بالأجود الأجود الله الأجود الأجود وأنا أجود بني آدم وأجودهم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة وحده ورجل جاد بنفسه في سبيل الله".
5- دلّ هذا على أنه صلى الله عليه وسلم أجود بني آدم على الإطلاق كما أنه أفضلهم وأعلمهم وأشجعهم وأكملهم في جميع الأوصاف الحميدة.
6- كان جوده بجميع أنواع الجود من بذل العلم والمال وبذل نفسه لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم بكل طريق من إطعام جائعهم ووعظ جاهلهم وقضاء حوائجهم وتحمل أثقالهم.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينحقائق عن كرم النبي:
ولم يزل صلى الله عليه وسلم على هذه الخصال الحميدة منذ نشأ ولهذا قالت له خديجة في أول مبعثه: والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق ثم تزايدت هذه الخصال فيه بعد البعثة وتضاعفت أضعافا كثيرة.
وفي الصحيحين عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس وفي صحيح مسلم عنه قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه فجاء رجل فأعطاه غنما بين جبلين فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة وفي رواية: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين فأعطاه إياه فأتى قومه فقال: "يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء ما يخاف الفقر".
قال أنس: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها.
وعن صفوان بن أمية قال: لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وأنه لمن أبغض الناس إلي فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ.