جميعنا لاشك يتمنى لو أن اسمه كان من بين قوائم الرحمات التي ترفع إلى السماء في رمضان، خصوصًا مع أيامه الأخيرة، لكن هل يستطيع الإنسان العادي أن يعرف هل اسمه بين هذه القوائم أم لا؟.. بالتأكيد الأمر يقف عند الله عز وجل وحده، وهو فقط سبحانه الذي يختار هذه القوائم، وهو وحده سبحانه المطلع عليها، لأن الصيام بالأساس سر بين العبد وربه، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي. وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
هل أنت بينهم؟
لكن هل من طرق (جانبية)، أي بالتوقع، أو شروط حددها الشرع الحنيف، إذا طبقتها كنت مع هذه القوائم؟.. بالتأكيد نعم، والأغرب أنها ليست بالشروط المجحفة ولا الصعبة، ولا حتى بالمتعددة، فقد ذكر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ثلاث فرص للمسلم في رمضان ليغفر الله له ما تقدم من ذنبه، كلها جاءت في أحاديث صحيحة، أولى هذه الفرص الصيام، حيث قال عليه الصلاة والسلام: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، فمن صام شهر رمضان مؤمنا بالله الذي فرض صيامه وأداه كما ينبغي وعلى الوجه الصحيح محتسبا الأجر عند الله، فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه.. إذن شرطًا واحدًا كفيل أن يجعل اسمك بين قوائم الرحمات.. وليس من الصعب أن تعرف هل أن وقعت في فخ ما أو ذنب ما أو لا.. راجع نفسك فورًا وستعرف.
اقرأ أيضا:
لماذا نبدأ رمضان بالطاعة وننهيه بالمعصية؟.. هكذا نصحح البداية والنهاية!شروط قبول الصيام
الصيام يلزم بالتأكيد البلوغ، وأيضًا التعقل، وتمام الصحة، تأكيدًا لقوله تعالى: «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ » (البقرة: 184)، أيضًا يسبق كل ذلك النية الصادقة مع الله عز وجل، فكل شيء إنما مرجعه النية الصادقة، لكن على من عزم النية على صيام رمضان أن يبتعد عن كل ما يكسر صيامه، وهي أمور عرفها لنا نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم في قوله: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم».
إذن الفوز بجزاء الصيام ليس بالأمر الصعب، وإنما فقط الالتزام بما جاء به نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، كفيل لأن يجعل اسمك بين قوائم الرحمات، وممن يكتبهم الله عز وجل من المغفور لهم بإذن الله.. فهلا راجعت نفسك عزيزي المسلم، لتعلم هل أنت حافظت على صيامك أم لا.. إن كانت الإجابة نعم، فلعلك كنت مع قوائم الرحمات التي يحددها الله عز وجل، وإن كنت لا فسارع إلى مغفرة الله وراجع نفسك قبل انتهاء الشهر الفضيل.