للأسف تجتاحنا من وقت لآخر، بعض الأقاويل غير المحترمة من البعض ممن يدعي الحرية، بسب أو التطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورغم أن الأمر يشعل غضب المسلمين في شتى أنحاء الدنيا، إلا أنه ما يريح قلوبنا أن من يرد هذا التطاول هو القوي العزيز الجبار بذاته العليا، ولما وهو الذي قال له: «إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ» (الحجر 95)، والقرآن يوضح لنا أن مآل من يتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما مصيره (عذاب شديد) ووعيد لا مثيل له، فهذا عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أبي يلهب يتطاول عليه هو وامرأته، إلا أن الله عز وجل لم يفلته، فتوعده قائلا: «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ».. انظر للوعيد الشديد، ستدرك أن المآل سيكون في غاية الدمار.
مصير أبي جهل
وهذا زعيم كفار قريش، أو فرعون العصر، أبي جهل، يتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشمت في أنه لا يعيش له أولاد من الذكور، ومن ثم ينقطع نسله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فينزل الله عز وجل آيات تجبر بخاطر نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، وتتوعد هذا الزنديق الجاهل، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أهل الجاهلية إذا مات ابن الرجل قالوا: بُتر فلان، فلما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم خرج أبو جهل إلى أصحابه فقال: بُتر محمد، فأنزل الله جل ثناؤه «إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ».. فليحذر كل من يتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو بحرف بأن الله هو من يرد وهو من يتوعد المتطاول.. إذن الأمر لم ينته عند تطاولك فإن غدًا لناظره قريب.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينالنهي المطلق
الله عز وجل نهى نهيًا مطلقًا عن التطاول ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ » (التوبة: 61 - 63)، أيضًا من يتخذ من اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم محاولة للسخرية فهو يدخل في جانب التطاول، لذا فهو في موقف شديد الخطورة، لأن وعيد الله كبير وشديد، قال تعالى: «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ » (التوبة: 65 - 66)، وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا » (الأحزاب: 57).