كان للأعراب حكايات وعجائب في العبادات، خاصة الصلاة والصيام، حيث حفظت كتب الأدب الكثير من أحوالهم وعجائبهم، ومن ذلك:
1-جاء رجل إلى فقيه، فقال: أفطرت يوما في رمضان، فقال: اقض يوما مكانه، قال: قضيت وأتيت أهلي، وقد عملت مأمونية – نوع طعام- ، فسبقتني يدي إليها، فأكلت منها، فقال: اقض يوما آخر مكانه. قال: قضيت، وأتيت أهلي وقد عملوا هريسة ، فسبقتني يدي إليها، فقال: أرى أن لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك.
2- وقيل لبعض الأعراب: إن شهر رمضان قدم، فقال:
والله لأبددن شمله بالأسفار.
3- أعجب القاضي أبو يوسف برجل بسبب صمته وهيئته، فبدأ معه الحديث فقال له الرجل: أصلح الله القاضي أبا يوسف: متى يفطر الصائم؟
فقال له القاضي أبو يوسف: عندما تغيب الشمس.
فقل له الرجل: فإذا لم تغب: فقال أبو يوسف أنت أحسنت في صمتك وأنا أسأت في استدعاء نطقك.
حكايات غريبة للأعراب:
1-خرج المهدي يتصيد، فغار به فرسه حتى وقع في خباء أعرابي، فقال: يا أعرابي هل من قرى، فأخرج له قرص شعير، فأكله، ثم أخرج له فضله من لبن فسقاه، ثم أتاه بنبيذ في ركوة فسقاه.
فلما شرب قال: أتدري من أنا؟ قال: لا، قال: أنا من خدم أمير المؤمنين الخاصة.
قال: بارك الله لك في موضعك، ثم سقاه مرة أخرى، فشرب فقال: يا أعرابي أتدري من أنا؟ قال: زعمت أنك من خدم أمير المؤمنين الخاصة قال: لا. أنا من قواد أمير المؤمنين، قال: رحبت بلادك وطاب مرادك، ثم سقاه الثالثة.
فلما فرغ قال: يا أعرابي أتدري من أنا؟ قال: زعمت أنك من قواد أمير المؤمنين، قال: لا، ولكني أمير المؤمنين.
قال: فأخذ الأعرابي الركوة، فوكأها وقال: إليك عني، فو الله لو شربت الرابعة لادعيت أنك رسول الله، فضحك المهدي حتى غشي عليه، ثم أحاطت به الخيل، ونزلت إليه الملوك والأشراف، فطار قلب الأعرابي فقال له: لا بأس عليك، ولا خوف، ثم أمر له بكسوة ومال جزيل.
2- وسمع أعرابي قارئا يقرأ القرآن حتى أتى على قوله تعالى: الأعراب أشد كفرا ونفاقا فقال: لقد هجانا، ثم بعد ذلك سمعه يقرأ: ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر، فقال: لا بأس هجا ومدح.
اظهار أخبار متعلقة