كثير من الناس هذه الأيام يشعر بأنه يعطي الكثير ممن حوله، من وقته واهتمامه وخلافه، لكن لا أحد يهتم به على الإطلاق.
فهناك أناس تمنح من حولها الكثير، لكن ليس بسهولة يجدون من يعطيهم ما يريدون ..
وهناك أناس تفهم جيدًا من حولها لكن ليس بسهولة تجد من يفهمها ..
وهناك أناس (بيطبطبوا على من حولهم لكن ليس بسهولة يجدون من يحنو عليهم ..
وهناك أناس يقدرون كل من حولهم لكن ليس بسهولة يجدون من يقدرهم ..
وهناك أناس خلاصتها في الحياة أن تعرف كيف تعطي لكن لا تعرف كيف تأخذ !
لو أنت من هؤلاء الناس .. إياك أن تحزن أو (تصعب عليك نفسك) أو تشعر أن المعادلة غير موزونة .. لأن الأمور لا تحسب هكذا.
موازنة الأمور
لو تدبرت قليلا في المسألة ستجد أن الأمور موازنة بالفعل، لأنك حينما تكون واحدًا من هؤلاء الناس، فإن العطاء والفهم والطبطبة والاحتواء والتقدير، لا يأتي من البشر وإنما يأتي من مصدر واحد فقط هو الله عز وجل.. فتراه يمنحك أكثر وأكثر.
هذه الزيادة هي التي تمنحك القدرة على أن تهون وتسكن هموم وأوجاع كل من حولك.. هنا اعلم جيدًا أن هذه هي رسالتك وهذا هو دورك في الحياة الذي اختاره لك المولى عز وجل وأعانك عليه، وهيء لك الأسباب التي تنصرك في مهمتك الجليلة هذه.
فلا يجوز أن يكون الله بجلاله وقدره اختار أن يستخدمك هكذا .. ويمنحك كل هذا المدد من عنده، وأنت في المقابل (تصعب عليك نفسك ).. أو تقع !.. عليك أن تعي جيدًا أن هذا إنما هو عزة و كرم و قوة من فضله عليك .. فلا تبتأس أبدًا، وأكمل في طريقك ولا تنتظر من أحد أن يرد لك ما تفعله، لأن الله يراك وسيعوضك لا محالة يومًا ما.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟المقابل المعهود
لكن بالفعل كل إنسان يحتاج في لحظة ما أن يجد من يحنو ويعطف عليه، وهي عادة إنسانية لا يمكن نسيانها، ومن ثم فإن من يعطي ويمنح وقته للآخرين، لاشك لن ينساه الله عز وجل، وفي اللحظة المناسبة التي تشعر بأنك بحاجة ماسة لأحدهم، ستجده، سيسخره لك الله عز وجل فورًا.. وبنفس القدر الذي تقدمه للناس، ستجد من يقف بجانبك ويساندك، فلا تعجز.. لأنك حينها ستجد من يراضيك لاشك.
هذه المعادلات مع الله عز وجل حقيقية، على الرغم من حساباتها المعقدة، لكن من كان يعطي ويمنح لله، مؤكد سيجد الله أكثر عطاءً ومنح.. وهنا توقف قليلا وتذكر هذه الآية الكريمة: «إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ».