الأناقة.. هي أن ترى أحدهم يلبس أفخم الثياب، مع تناسق في الألوان والأطوال والقوام، بالتأكيد هذا أول ما يدور في أذهان الناس حينما يسمعون كلمة (أناقة).. لكن هناك أناقة أخرى، أكثر تميزًا، تغيب عن كثيرين للأسف، وهي: (أن تكون نظيف القلب… لا تؤذي أحداً… لا تجرح أحداً… كُن شيئاً جميلاً يزرع الجمال في حياة كل من يقابله)، حينها فقط ستكون الأكثر أناقة على الإطلاق، بغض النظر عن ماذا تلبس أو ترتدي.. فالقلب إنما هو (البوصلة) التي توجه الإنسان، إما أن يكون ممتلئا بالإيمان يقود صاحبه إلى الخير دائمًا، يتبع سنة نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، ويؤمن في قوله تعالى: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ».. إذن انشراح الصدر من تمام اليقين بالله عز وجل، بينما هناك للأسف من ملأ قلبه بالغل والحقد والانتقام، ومثل هذا لا يمكن أن يرى راحة بال يومًا، وإنما ستتعبه الأيام، لأنه يدور في فلكها هي، لا في فلك الله عز وجل.
طهر قلبك
عزيزي المسلم، طهر قلبك، ونقه من أي شوائب مهما كانت، لأنه إذا صلح هذا الجزء من الجسم، صلح باقي العمل لاشك، تأكيدًا لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت، فسد الجسد كله، ألا وهي القَلب»، فما أكثر تقلب الإنسان في هذه الحياة من حال إلى حال، والله أعلم بالنتيجة وما سيئول إليه في النهاية، فقد يختم للمرء بصالح أو بسوء الأعمال، ولذا كان من أكثر دعاء النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث أنس رضي الله عنه: «اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك»، فقلت: يا نبي الله آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء».
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟حياة القلوب
الصحابة الكرام، علموا يقينًا أن القلوب هي الحياة، فربطوا كل أعمالهم بها، فما كان منهم إلا ويسعى ليطهر قلبه لحظة بلحظة، وعلموا أنها تمثل شريعة الإسلام ومنهج خير الأنام صلى الله عليه وسلم الذي طرح عليه هذا السؤال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «كل مخموم القلب صدوق اللسان»، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «هو التقي النقي، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد».