أرسل أحد الشباب، يشتكي من شعور مظلم يسيطر عليه، وهو أنه لا يرى أي أحد يحبه، ويسأل: كيف يجعل الناس يحبونه؟
الحقيقة ليس من الثابت اليقين بأن هذا الشعور حقيقيًا.. فلربما يسيطر على هذا الشاب بعض الكوابيس جراء تأنيب ضميره على جرم ما افتعله، ويتصور أن الناس كلها تعلمه، ومن ثم لا يحبونه.. أو ربما يعيش هذا الشاب وحيدًا منطويًا عن الجميع، ويتصور أن كل الناس لا يتقربون منه.. لكن الحقيقة الأكيدة أنه لا أحد يكرهه كل الناس، أو يحبه كل الناس.. بينما وسط ذلك على كل إنسان أن يسعى إلى محبة الناس، ومحبة الناس تأتي كما بينها الشرع الحنيف، فعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: «ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس».
أسر قلوب الناس
يستطيع أحدهم أن يأسر قلوب الناس، فقط بأن يلتزم بما جاء به النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقد كان دائمًا مبتسمًا، يلقى الناس بوجه بشوش، لا يرد أي سائل مهما كان، ولا يكسر بخاطر أحدهم قط، بينما كان صادقًا أمينًا مع الجميع، حتى أنه وقت الهجرة، وهو يخرج مهاجرًا من قومه، بسبب آذاهم، يترك الأمانات مع ابن عمه علي ابن أبي طالب ليردها إلى أصحابها، فأي خلق هذا؟!.. إنه خلق خير الآنام، لكننا أتباعه، وعلينا الالتزام بما جاء به، وإلا ما الفائدة من أن نكون مسلمين!
بالأساس عزيزي المسلم، أنت يجب عليك أن تتكسب محبة الناس، لأن شهادتهم بجقك قد تكون سببًا في دخولك الجنة، أو العكس وليعاذ بالله، فعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما مسلم شهد له أربعة قالوا خيرًا، أدخله الله الجنة»، قلنا: أو ثلاثة؟ قال: «أو ثلاثة»، قلنا: أو اثنان؟ قال: «أو اثنان».
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟الإخلاص لله
أيضًا من أقصر الطرق إلى قلوب الناس، الإخلاص لله تعالى، فقد ورد بالأثر أنه (من أخلص لله تعالى جعل قلوب المؤمنين تهفو إليه بالمودة والرحمة) فكن مخلصا وصادقا في محبة الناس يزداد حبهم لك، فالمهم أن تعمل خيرًا مع الناس وتنفعهم وتخدمهم من غير أن تضيع أهدافك وأولوياتك بالحياة ، فعندها ستصل لمحبة الناس ومحبة نفسك ويحبك الله تعالى وعندها تكون بلغت كمال السعادة.