حينما يذكر العشق لا يذكر في الأذهان إلا المفهوم الخاطئ، لكن هناك حكايات وعجائب عن عفة بعض العاشقين، ومنهم من ذاب في محبة وعشق الله وطاعته.
وقد ذكرت كتب التاريخ الكثير عن حكايات العشق ومن عشق وعف والافتخار بالعفاف.
1-قال بعضهم: رأيت امرأة مستقبلة البيت في غاية الضعف والنحافة رافعة يديها تدعو، فقلت لها: هل من حاجة؟
فقالت: حاجتي أن تنادي في الموقف بقولي:
تزود كل الناس زادا يقيهم .. ومالي زاد والسلام على نفسي
فناديت كما أمرتني، وإذا بفتى نحيل الجسم قد أقبل إلي، فقال: أنا الزاد، فمضيت به إليها، فما زاد على النظر والبكاء، ثم قالت له: انصرف بسلام، فقلت: ما علمت أن لقاء كما يقتصر على هذا، فقالت: أمسك يا هذا، أما علمت أن ركوب العار ودخول النار شديد؟
2- وقد قال أحد العشاق ممن عشق والتزم العفة:
كم قد ظفرت بمن أهوى فيمنعني .. منه الحياء وخوف الله والحذر
وكم خلوت بمن أهوى فيقنعني .. منه الفكاهة والتأنيس والنظر
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم .. وليس لي في حرام منهم وطر
كذلك الحب لا إتيان معصية .. لا خير في لذة من بعدها سقر
اقرأ أيضا:
فواحش الإنترنت.. كيف تقلع عنها فورًا؟3- نزل رجل على صديق له مستترا خائفا من عدو له، فأنزله في منزله وتركه فيه، وسافر لبعض حوائجه، وقال لامرأته: أوصيك بضيفي هذا خيرا.
فلما عاد بعد شهر قال لها: كيف ضيفنا: قالت: ما أشغله بالعمى عن كل شيء، وكان الضيف قد أطبق عينيه، فلم ينظر إلى امرأة صاحبه ولا إلى منزله إلى أن عاد من سفره.
4- كان الشاعرعمر بن أبي ربيعة عفيفا يصف ويعف ويحوم ولا يرد.
5- دخلت بثينة على عبد الملك بن مروان، فقال لها يا بثينة: ما أرى فيك شيئا مما كان يقوله جميل.
فقالت: يا أمير المؤمنين، إنه كان يرنو إلي بعينين ليستا في رأسك.
قال: فكيف رأيتيه في عشقه؟ قالت: كان كما قال الشاعر:
لا والذي تسجد الجباه له .. مالي بما تحت ذيلها خبر
ولا بفيها ولا هممت بها .. ما كان إلا الحديث والنظر
6- وروي عن عبد الله بن عبد المطلب أبي النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعته بغي إلى نفسها، وبذلت له مالا، وكانت تتكهن وتسمع بإتيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت جميلة، فأرادت أن تخدع عبد الله رجاء أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم منها للنور الذي رأته بين عينيه، فأبى وقال:
أما الحرام فالحِمام دونه .. والحل لا حل فنستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه .. يحمي الكريم عرضه ودينه
اقرأ أيضا:
بلغت الأربعين.. توقف وتذكر هذه الأشياء جيدًا وقبل فوات الآوان