عندما يأتي الخريف ويأخذ أوراقه القديمة لا تحزن لتساقط الأوراق، وكن على يقين بأن الله عز وجل، سيستبدلها مع الربيع بأوراق أجمل.. ففي هذه الحياة فلنترك ما ذبل منا ولندع ما يؤلمنا وننتظر من الله ربيعًا تزهر فيه قلوبنا وتعود فيه الحياة إلى الحياة، وإياك أن تيأس ما دامت روحك تنبض بالحياة، وقلبك عامرًا بالإيمان، وما دام جسدك في كامل قواه، انفض عنك الكسل، وابدأ بالسعي والعمل.
فالحياة تستحق، ونبينا الأعظم صلى الله عليه وسلم منحنا كل التفاؤل والأمل، حين دعانا لأن نقوم بواجبنا على أكمل وجه حتى آخر لحظات حياتنا، حتى وإن كانت القيامة ذاتها على الأبواب، فعن سيدنا أنس رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها»
قدوم الفجر
كن على يقين أنه مهما طال الظلام، فإن الفجر آت لا محالة، فقط انطلق ولا تيأس ما دام الوجود يعزف لحنًا عذبًا، والنسيم يرقص فرحًا، والغيوم تحلق استبشارًا، والطير يزف إليك انطلاقًا وتحررًا من عبودية الشهوات، فالربيع إذا أقبل أراك البهجة والسرور، وجعل داخلك حياة خضراء جميلة تدب فيك كما يدب النمل في التراب، تفيق من غيبوبتك، وتنفض عنك كسلك ويأسك، وتخرج تواجه الحياة مهما كانت صعبة، شمر عن ساعديك ولا تخشى إلا مالك الملك، فهو الذي بيده كل شيء، وهو الذي فقط يقول للشيء كن فيكون.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: كنت خلف النبي الأكرم صلي الله عـليه وسلم يومًا، فـقـال: ( يا غلام! إني أعـلمك كلمات: احفـظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهـك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا اسـتعـنت فاستعن بالله، واعـلم أن الأمـة لو اجـتمـعـت عـلى أن يـنـفـعـوك بشيء لم يـنـفـعـوك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله لك، وإن اجتمعـوا عـلى أن يـضـروك بشيء لـم يـضـروك إلا بشيء قـد كتبه الله عـلـيـك، رفـعـت الأقــلام، وجـفـت الـصـحـف».
اقرأ أيضا:
كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائلكن كالنملة
كن في المثابرة كالنملة، تحمل الحبة مائة مرة وهي تسقط منها، فلا تكل ولا تمل حتى توصلها إلى مستودعها، سبحان من وهبَها العزم والإصرار، رغم العقبات والمصاعب التي تمر بها لكنها تصر على تحقيق مبتغاها والوصول إلى هدفها (إن في ذلك لعبرة)، فلا تيأس، واعلم يقينًا أنه لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس، وعش بالتفاؤل والأمل الممزوج بالحب والخير، تصل إلى ما كنت تتمنى.