أظهرت نتائج دراسة علمية، كشفت أن المسافة بين أوروبا والأمريكتين تزداد بسرعة أربعة سنتمترات في السنة. أي أن المحيط الأطلسي يتوسع تدريجيا، وتشير مجلة Nature، إلى أن هذا أمر معروف، ولكن فوجئ العلماء بشيء آخر، حيث اتضح أن هذه العملية لها تفسير مختلف تمامًا عما كان ساريا حتى الآن.
يذكر أن أوروبا وإفريقيا "تجلسان" على صفائح الغلاف الصخري الأوراسية والإفريقية، على التوالي، في حين "تجلس" أمريكا الشمالية والجنوبية على صفائح الغلاف الصخري لأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية. التي تقف بينهما سلسلة جبال منتصف الأطلسي "Mid-Atlantic Ridge " الواقعة في قاع المحيط الأطلسي وتخفيها مياهه.
وسلسلة جبال منتصف الأطلسي، هي بمثابة صدع في قشرة بيضة تخرج من خلاله الصخور، التي يقذفها وشاح الأرض في منطقة الصدع. وهذه الصخور تبرد تدريجيا وتكمل حواف صفائح الغلاف الصخري، التي هي في حركة مستمرة. ووفقا للنظرية السارية، تنتشر في اتجاهات مختلفة بواسطة الصخور الثقيلة، التي تحت تأثير وزنها تتراكم في أعماق الوشاح، وتحت تأثير قوى الجاذبية الأرضية، تتمدد في اتجاهات مختلفة.
وتكمن المشكلة في عدم وجود صخور ثقيلة في حواف المحيط الأطلسي لتغرق في أعماق الوشاح. فما الذي يجبر الصفائح الصخرية المكونة لقاع المحيط الأطلسي على التمدد في اتجاهات مختلفة. هذا ما حير العلماء إلى وقت قريب.
وفي إطار البحث عن السبب، نشر فريق من علماء الزلازل من جامعة ساوثهامبتن البريطانية، شبكة على قاع المحيط الأطلسي تتكون من 39 جهازا لقياس الزلازل. وقد سمحت هذه العملية بإجراء أول دراسة شاملة بدقة عالية تكشف ما الذي يجري في الوشاح تحت سلسلة جبال منتصف الأطلسي .
وقد حصل الباحثون في النهاية، على معلومات عن العمليات الجارية على عمق 410-600 كيلومتر، التي بينت وجود منطقة "انتفاخ" في الوشاح تحت هذه السلسلة تسبب تمدد الصفائح الصخرية في اتجاهات مختلفة. مع العلم سابقا كان يعتقد أن هذه العملية تحدث بالقرب من السطح على عمق 60 كيلومترا.
هذه النتائج سوف تساعد العلماء على تطوير منظومات إنذار فائقة الدقة من الكوارث الطبيعية، وكذلك معلومات أكثر دقة عن التغيرات المناخية خلال فترات زمنية كبيرة. لأن حركة الصفائح الصخرية وتغير مستوى سطح البحر قد يسبب غرق مناطق ساحلية أو على العكس جفافها.
اقرأ أيضا:
ما المسجد الأقصى.. ولماذا يدافع المسلمون عنه؟اقرأ أيضا:
العدس غذاء ودواء.. لماذا نحرص على تناوله في فصل الشتاء؟