بعد وفاة الصديق رضي الله عنه اتخذ الفاروق عمر رضي الله عنه قرارات سياسية كبيرة، منها عزل الصحابي خالد بن الوليد وجعل مكانه أمين الأمة الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح، وذلك خشية أن يفتن الناس بخالد من كثرة انتصاراته.
تفاصيل مثيرة:
لما توفي الصديق أبو بكر، وخالد على الشام واليًا واستخلف عمر, كتب إلى أبي عبيدة بالولاية على الجماعة وعزل خالدًا.
فكتم أبو عبيدة الكتاب من خالد وغيره حتى انقضت الحرب وكتب خالد الأمان لأهل دمشق وأبو عبيدة الأمير وهم لا يدرون, ثم لما علم خالد بذلك بعدما مضى نحو من عشرين ليلة دخل على أبي عبيدة فقال: يغفر الله لك، جاءك كتاب أمير المؤمنين بالولاية فلم تعلمني وأنت تصلي خلفي والسلطان سلطانك؟
فقال له أبو عبيدة: يغفر الله لك، ما كنت لأعلمك حتى تعلمه من غيري, وما كنت لأكسر عليك حربك حتى ينقضي ذلك كله وقد كنت أعلمك إن شاء الله تعالى، وما سلطان الدنيا أريد، وما للدنيا أعمل، وإن ما نرى سيصير إلى زوال وانقطاع، وإنما نحن إخوان وقوام بأمر الله -عز وجل- وما يضر الرجل أن يلي عليه أخوه في دينه ولا دنياه بل يعلم الوالي أنه يكاد أن يكون أدناهما إلى الفتنة وأوقعهما في الخطيئة لما يعرض من الهلكة إلا من عصم الله -عز وجل- وقليل ما هم, فدفع أبو عبيدة عند ذلك الكتاب إلى خالد.
اقرأ أيضا:
أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"أبو عبيدة العابد الزاهد:
دخل على أبا عبيدة دخل عليه شخص وهو يبكي فقال: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟
فقال: يبكيني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر يومًا ما يفتح الله على المسلمين، حتى ذكر الشام فقال: "إن ينسأ من أجلك يا أبا عبيدة فحسبك من الخدم ثلاثة: خادم يخدمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدم أهلك ويرد عليهم، وحسبك من الدواب ثلاث: دابة لرحلك، ودابة لثقلك، ودابة لغلامك".
يقول ابو عبيدة: ثم أنا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا، وأنظر إلى مربطي قد امتلأ خيلا ودواب؛ وكيف ألقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد هذا, وقد أوصانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني من لقيني على الحال التي فارقني عليها"؟