أخبار

هذا هو العام الأصعب في حياة الإنسان

احذر.. مخاطر صحية لتشغيل المدفأة أثناء النوم

كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟

الأمانة دليل إيمانك.. هذه بعض صورها

النبي يقول: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.. هل حق الأم يزيد عن حق الأب ولو كانت ظالمة؟

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

هكذا كان حال الصالحين مع الله.. يعبدونه خوفًا ورغبًا

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟

ماذا فعلت بك ليلتك السوداء وبماذا نفع قرينها؟.. انظر وقارن واعرف الخير الحقيقي

الصحة أحد أولويات الإنسان في الإسلام.. كيف ذلك؟

بقلم | محمد جمال حليم | الجمعة 25 ديسمبر 2020 - 06:40 م
ليس معنى انتمائك للإسلام أن تهتم فقط بتحصيل العلم وكسب المنافع المعنوية في الوقت التي تهمل فيه حاجات البدن الذي هو لك وعاء ييسر لك ما تطلبه.
فبالنظر إلى مجموع ما جاء في السيرة نجد التوازن في الطرح فكما اهتم الإسلام بالعلم والثقافات ودعا لتحصيل المنافع فإنه أيضا دعا للاهتمام بالصحة وحفظ الجسد مما يعرض له من أمراض فشرع المنهج الوقائي الذي به يحمى الجسد من الأدواء قبل وقوعها..
بل إنه بالنظر للتفاضل بين المؤمنين رفع شعار: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، فكان هذا شعار النبي صلى الله عليه وسلم الذي رفعه على رؤوس أصحابه ودرَّب عليه الصغار، وقام يربيهم على نهج قوي، تارة بالحديث والكلام والتوجيه، وتارة بالمشاركة في مصارعة أو رمى بالنبال مع صبية صغار، وتارة بتولية الصغار قيادة تحتاج إلى قوة وفروسية.

اهتمام  الإسلام بالصحة العامة للإنسان:
اهتم الإسلام بما فيد مصلحة الوجود عامة ظهر ذلك في توجيهاته صلى الله عليه وسلم بالاهتمام بالصحة، ومن ثمَّ فقد خرجت هذه النماذج من مدرسة التربية الجسدية، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولك أن تنظر معي إلى هذه النماذج، وتأمل بعين المتأمل والمتدبر، والمُرَبِّي الحكيم، إلى الآتي:
-       في صحيح البخاري، عن يزيد بن أبي عبيد، قال: سمعت سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون -{أى: يرمون بالسهام للسباق}-، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا ارموا، وأنا مع بني فلان" قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لكم لا ترمون؟"، قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ارموا فأنا معكم كلكم".
-       وهذا الزبير بن العوام، يركب ولده -عبدالله- الفرس ليجاهد وهو ابن عشر سنين.
-       وما قصة عمير بن أبي وقاص عنا ببعيدة، وهو أخو سيدنا سعد بن أبي وقاص، وقد جاء وهو صغير في بدر يستأذن للدخول في المعركة، فلا يجيزه رسول الله، فبكى بكاء شديدًا -انتبه أيها الأب، وأنت أيها الابن: انظر على أي شيء يبكي؟ لا يبكي لخسارة فريقه الذي يهواه، ولا يبكي لأن الفتاة التي يحبها تركته!!- يبكي لأن النبي لم يجزه للدخول في معركة قد يفقد فيها حياته ويموت، فيجيزه رسول الله فيفرح ويستشهد فيها، وقد ذكر صاحب الطبقات الكبرى أنه استشهد وهو ابن ست عشرة سنة.
-       وتلك قصة لمعاذ ومعوذ، اللذان قتلا عدو الله أبي جهل اللعين في غزوة بدر الكبرى؛ لماذا؟ لأنهما سمعا أن أبا جهل سبَّ رسول الله.

تربية  الصغار على حب الرياضة:
وبالنظر لما سبق يتضح أهمية الرياضة والمحافظة على الجسد بكل الوسائل المشروعة ويبقى السؤال: لم لا نربي أبناءنا على القوة والفتوة، لا ليتعافوا بها على الناس، أو يظلموا الخلق، ولكن لنعودهم وندربهم على أن الله يحب المؤمن القوي أكثر من المؤمن الهزيل الضعيف. لم لا نلحق الأبناء بمدرسة رياضية -إن كان ممن يهوون الرياضة- وننميها لديهم، ونعلمهم أنها وسيلة لا غاية، ونذكرهم بألا تلهيهم عن القضايا الأساسية في الحياة، من عبادة الله وطاعته.
لقد كان رسول الله صاحب نفسية شفافة، وروح عطوفة، ورأفة عالية، ورحمة متناهية؛ حيث قال الله في وصفه في كتابه المجيد: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، وقال جل شأنه بأسلوب الحصر والقصر -كما يقول علماء اللغة-: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».
وهذه الرحمة وتلك التربية الربانية، من الله العليّ سبحانه لمحمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، جعلته صاحب نفسية شفافة في تربية الجيل الفريد الأول من الصحابة وأبنائهم العظام.
ومن بين هذه الصور المتميزة في تربيته نفسيا لأبناء الجيل الأول ولا أدل على ذلك من الآتي:
-       كان يقبلهم ويحتضنهم وينميهم عاطفيا ونفسيا (إنها رحمة).
-       كان يلاعبهم ويداعبهم ويتسامر معهم (قصة النغير وعمير).
-       المكافأة المعنوية بالألقاب الجميلة المميزة (الحِب بن الحِب - حبر الأمة - أمين الأمة - ترجمان القرآن - حافظ السر- كاتب الوحى...) كلها ألقاب وغيرها، كانت لشباب وأبناء تربوا في حجر النبوة.
-       البعد عن النقد الجارح والقيام بالتصويب الناجح، كقصة الشاب الذي جاءه يستأذنه في الزنا -على ضوء ما سيأتي شرحه وبيانه في فقرات هذا الكتاب-. وغيرها وغيرها.

دروس  وعبر من سيرته صلى الله عليه وسلم:
1.     أن نسابق إلى تنمية عواطف أبنائنا ونبجلهم ونجلهم ونحترمهم ونقدرهم تقديرا يرفع شأنهم ويعلي ذكرهم، ويجعلهم فخورين بآبائهم وأمهاتهم.
2.     أن نتسامر مع الأبناء وأن نسمع شكواهم وأن نضع لها حلولا مناسبة وواقعية تناسب مرحلتهم العمرية والنفسية.
3.     أن نكافئهم بمكافأة مادية أو معنوية تحفزهم نحو الخير، وتدفع فيهم روح التنافس والتسابق إلى ما يوصلهم إلى مرضاة خالقهم.

الكلمات المفتاحية

دروس وعبر من سيرته صلى الله عليه وسلم: اهتمام الإسلام بالصحة العامة للإنسان تربية الرسول للصحابة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ليس معنى انتمائك للإسلام أن تهتم فقط بتحصيل العلم وكسب المنافع المعنوية في الوقت التي تهمل فيه حاجات البدن الذي هو لك وعاء ييسر لك ما تطلبه.