كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلّ عمه العباس وبنيه، وبني عمه أولاد أبي طالب، عرفانا بحقهم، وصلة لأرحامهم.
ومن هؤلاء الذين كان يكرمهم النبي قثم بن العباس- رضي الله تعالى عنه-، حيث كان العباس يحبه ويداعبه.
اسمه ورضاعته :
هو قثم بن عبد العباس بن عبد المطلب، وهو رضيع الحسين بن علي- رضي الله تعالى عنه-، وقد كان العباس- رضي الله تعالى عنه- يأخذ قثم وهو صغير فيضعه على صدره وهو يقول:
يا قثم يا شبيه ذي الكرم .. منا وذي الأنف الأشم برغم من زعم
في طفولته:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يردف قثم- رضي الله تعالى عنه- على دابته.
يقول عبد الله بن جعفر- رضي الله تعالى عنه- : لو رأيتني وقثما وعبيد الله بني عباس صبيانا، وفي لفظ نحن صبيانا نلعب إذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابة فقال: ارفعوا هذا إليّ فحملني فجعلني أمامه، وقال لقثم: ارفعوا هذا إلي، فجعلني خلفه، وكان عبيد الله أحب إلي عباس من قثم، فما استحى من عمه أن حمل قثم وتركه.
ثم مسح على رأسي ثلاثا كلما مسح قال: «اللهم أخلف جعفرا في ولده» .
وقد كان شبيه النبي صلى الله عليه وسلم وآخر الناس عهدا به.
اظهار أخبار متعلقة
منام عجيب:
تقول أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب: رأيت كأنّ في بيتي عضوا من أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت فجزعت من ذلك، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك، فقال : خيرا، تلد فاطمة غلاما فتكفلينه بلبن ابنك قثم.
قالت فولدت حسنا، فأعطيته فأرضعته، حتى تحرك أو فطمته ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسته في حجره .
وفاته:
سافر- رضي الله تعالى عنه- إلى خراسان مع سهيل بن عثمان وكان معاوية ولى سعدا خراسان فقال له سعيد في بعض غزواته: يا ابن عم أضرب لك بمائة سهم، فقال: يكفني سهم واحد لي، وسهمان لفرسي أسوة بالمسلمين، ومات بسمرقند ويقال: استشهد بها ولا عقب له.