في كل مجتمع ترى القليل منهم ممن يشتهرون بأنهم (مجموعة المثقفين)، وهو المصطلح الذي يطلق على (العالمين بالكثير من الأمور على مختلف الأصعدة الاجتماعية والعلمية والدينية وغيرها)، فتراهم كأنهم (كتيبة واحدة).
ينظر إليهم الناس باندهاش وتعجب وربما فخر وهيبة في بعض الأحيان.. ولا يدري أغلب الناس أنهم من الممكن أن يكونوا مثقفين مثلهم وأكثر.. فقط ببعض القراءة.. أو الحفاظ عليها، مع الكثير من البحث والسؤال لأهل العلم في شتى المجالات، فلا خاب من سأل واستشار.. ولا تاه من قرأ وتعلم وتدبر.
الغريب في الأمر أن الإسلام (دين الثقافة)، أي دين العلم، فأول كلمة نزلت على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، كانت (اقرأ)، ومع ذلك ترى كثير من الناس لا يهتمون حتى بتعلم أمور حياتهم اليومية الاعتيادية.. وكأن هذا العلم أو الثقافة إنما هي مقتصرة على البعض من الناس دون غيرهم!
لكي تكون مثقفًا
للوصول إلى درجة (المثقفين)، ليس الأمر بالصعب ولا بالمستحيل، ولا يحتاج منك إلى أن تولد في بيئة (من المثقفين)، وإنما فقط أن تطبق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعاليمه، بل وفرض الله عز وجل علينا كمسلمين، فكلمة (اقرأ)، إنما هي أمر، لكن كأنه اختص بها محمد صلى الله عليه وسلم، سوانا، وما نحن إلا بأتباع هذا النبي الأكرم، فكيف لا يطبق علينا أيضًا الأمر؟!.
ولكي تكون مثقفًا، حافظ على التعلم والاستماع الجيد لمن هم أعلى منك علمًا ودراية، فالإنسان يمر بخبرات حياتية يومية، لو لم يتعلم منها، فما فائدة عقله الذي يدور في رأسه؟.. مع القليل من القراءة في شتى العلوم مهما كانت، والكثير من القراءة في المصحف، لأن القرآن الكريم هو (سورس) جميع العلوم، به يهتدي أي شخص إلى ما يديد مهما كان.
كيف تثقف نفسك؟
قد يقول أحدهم، ليس حظ كبير من التعليم، وعملي يأخذ كل وقتي، فكيف إذن أصل إلى درجة (الثقافة).. لهؤلاء نقول لهم إن الإسلام علمنا تنظيم أوقاتنا، فمن المستحيل ألا يكون هناك في اليوم الواحد الوقت الكافي للتعلم.. أو للقراءة، أو للسؤال لأهل العلم.
فكثير من الناس يفهم معنى (الثقافة) بشكل معاير للحقيقة، فالمثقف ليس ذلك الشخص الذي يرتدي (البدلة طوال اليوم)، ويمسك بيده الجريدة أو كتابا ما، وإنما ربما تكون عاملا عاديًا، وتسأل وتقرأ القليل فتحصل على بعض العلوم أكثر ممن يدعي الثقافة والعلم.. فقط لا تتردد وتعلم واسأل واقرأ.. فالدنيا إنما خلق الله الإنسان بها، لكي يبنيها بعلمه وعقله، وليس فقط بالتبعية المطلقة دون وعي أو علم.