خلال العقود الأخيرة تحولت المشروبات الغازية إلي ضيف فوق العادة في جميع الموائد سواء في المنازل او كبار محلات المواد الغذائية والمطاعم بل أن السنوات الأخيرة شهدت اقبالا شبه أسطوري من الأطفال وصغار السن علي تناولها دون أن يواجه هذا أي معارضة من أسرهم رغم أن القيمة الغازية للمشروبات الغازية يبدو منعدما ناهيك عن حزمة أضرار صحية شديدة لهذه المشروبات وفي مقدمتها السمنة واحتمالات الإصابة بالسكري لدي الاطفال .
دراسات عديدة ربطت بين تزايد تناول هذه المشروبات وبين الإصابة بحزمة من الأمراض بما لها من أضرار في مقدمتها منع الإفبال علي تناول الطعام والحد من الشهية لذلك تقلل من تناول الأطفال للأطعمة الغذائية المفيدة، لذلك فقدان الشهية يضعف الحصول على العناصر الغذائية المهمة من فيتامينات ومعادن التي يتطلبها الجسم للنمو بشكل سليم.
أضرار تناول المشروبات الغازية لا تتوقف عند هذا الحد إذ يعتبر الفوسفور، أحد المكونات الشائعة في المشروبات الغذائية، الذي يعمل على امتصاص الكالسيوم من العظام، وكذلك بالنسبة للفتيات اللاتي يتناولن المزيد من المشروبات الغازية أكثر عرضة لهشاشة العظام، بحيث أصبح الأطباء قلقين بشأن التأثير الصحي لاستهلاك المشروبات الغازية على الفتيات في سن المراهقة.
بل أن هذه الدراسات اكدت وجود صلة مباشرة بين تسوس الأسنان والمشروبات الغازية، حيث لا يسبب السكر تسوس الأسنان فحسب، بل إن الأحماض الموجودة في الصودا تحفر مينا الأسنان، ويمكن أن يبدأ الحمض في إذابة مينا الأسنان خلال (20) دقيقة فقط، وقد أبلغ أطباء الأسنان عن فقد كامل لمينا الأسنان الأمامية لدى الفتيان والفتيات في سن المراهقة الذين يشربون المشروبات الغازية بشكل معتاد.
من المعروف أن الكافيين يسبب الإدمان الجسدي ويُخل بالتوازن الطبيعي للكيمياء العصبية في العقول النامية للأطفال، و يحفز الكافيين الغدة الكظرية دون توفير التغذية التي تحتاجها بكميات كبيرة، بالإضافة الى أنه يؤدي إلى إرهاق الغدة الكظرية، خاصة عند الأطفال، و يحتوي كل (360) ملي جرام من المشروبات الغازية ما نسبته (35-38) ملي جرام من الكافيين.
بل أن تناول المشروبات الغازية بشكل يومي يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات السكر في الدم، بما في ذلك مرض السكري المبكر للأطفال.بالإضافة إلي مواد فعالة "صوديوم " تساهم في زيادة السمية في المخ بل وتؤثر علي وظائف الدماغ
ومن المهم بحسب هذه الدراسات الإشارة إلي أن تناول المشروبات الغازية بانتظام يمكن أن يخل بالتوازن الهش والقلوي للمعدة، مما يخلق بيئة حمضية مستمرة، وتؤدي هذه البيئة الحمضية لفترات طويلة إلى التهاب المعدة وبطانة الاثني عشر، والتي يمكن أن تكون مؤلمة للغاية.
اقرأ أيضا:
المدة التي يستغرقها المدخن لتجنب الأمراض الخطيرةأجمعت عديد من الدراسات علي أن المشروبات الغازية تعمل كمدرات بول مجففة، مثل الشاي والقهوة والكحول، ويمكن أن تثبط عمل الجهاز الهضمي الذي يتمتع بوضع صحي جيد ولا تعاني من مشكلات