كشفت دراسة حديثة، أن الأطفال الذين يحصلون على المزيد من فيتامين (د) في السنة الأولى من حياتهم هم أقل عرضة لأن يصبحوا بدينين.
وجد الباحثون بجامعة ميشيجان، أن الأطفال الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين (د) هم أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، المتمثلة في ارتفاع نسبة السكر في الدم، وزيادة دهون الخصر، والكوليسترول السيئ خلال فترة المراهقة.
ووجد الباحثون، أن انخفاض مستويات فيتامين (د) في وقت مبكر من الحياة وحده كان ينبئ بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني في المستقبل.
ولم تسمح الدراسة بتحديد ما إذا كانت مستويات فيتامين (د) المنخفضة يمكن أن تسبب هذه المشاكل الصحية، لكن إطعام الأطفال بالحليب الغني بفيتامين د يمكن أن يقلل من مخاطر السمنة لديهم.
وأشارت أبحاث منفصلة أيضًا إلى أن الحصول على ما يكفي من فيتامين د قد يقي من الإصابة بـ كوفيد – 19 الأكثر حدة، على الأقل للبالغين.
ولتقييم مدى تأثير مستويات فيتامين (د) على مخاطر القلب والأوعية الدموية، حلل الباحثون بيانات 300 من أصل 1800 تم تجنيدهم في المناطق المنخفضة والمتوسطة الدخل في سانتياجو بتشيلي.
اظهار أخبار متعلقة
علاقة بين فيتامين (د) في الطفولة وصحة القلب والأوعية الدموية في المستقبل
واكتشف الباحثون الذين قاموا بقياس مستويات فيتامين (د) لدى هؤلاء الأطفال خلال فترة الرضاعة، ثم تتبعوا صحتهم خلال الطفولة والمراهقة، وجود علاقة بين فيتامين (د) في الطفولة وصحة القلب والأوعية الدموية في المستقبل.
لكل وحدة إضافية من فيتامين (د) اكتشفوها في عينات الدم المبكرة، التي تم أخذها عندما كان الأطفال في عمر عام واحد فقط، زاد مؤشر كتلة جسم الطفل (BMI) بشكل أبطأ بين سن واحد وخمس سنوات.
ومن المرجح أن يعاني الأطفال البدينون في الكبر من السمنة المفرطة، وتكون بدانتهم أكثر خطورة، والمضاعفات المحتملة لهذه السمنة أسوأ بشكل عام.
وربما الأهم من ذلك، وجد فريق جامعة ميشيجان أن الأطفال الذين حصلوا على ما يكفي من فيتامين (د) كانت لديهم علامات أقل على متلازمة التمثيل الغذائي بحلول الوقت الذي بلغوا فيه 16 أو 17 عامًا.
وكان لديهم مستويات صحية من السكر في الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية، وكانوا أقل مقاومة للأنسولين (علامة جيدة على أنهم لم يصابوا بالسكري) بحلول الوقت الذي بلغوا فيه سن المراهقة.
والأطفال الذين حصلوا على الكثير من فيتامين (د) عندما كانوا أطفالًا كانت لديهم دهون أقل في الجسم وكتلة عضلية أكبر عندما تقدموا في العمر، مقارنةً بالأطفال الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين (د) في سن واحد.
قال الدكتور إدواردو فيلامور، أستاذ علم الأوبئة بجامعة ميتشيجان، كبير مؤلفي الدراسة: "لا يمكننا أبدًا معرفة ما إذا كانت هناك دراسة قائمة على الملاحظة ما إذا كان هناك سبب، ولكن على الأقل من وجهة نظر تنبؤية، فإن حقيقة أن مقياسًا واحدًا لفيتامين (د) في الحياة المبكرة يتنبأ بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على مدى هذه الفترة الطويلة أمر مقنع".
وعلى الرغم من أن الدراسة أجريت في تشيلي، إلا أن نتائجها يمكن أن تشير إلى أداة محتملة للمساعدة في مكافحة ارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال في الولايات المتحدة، حيث يعاني طفل واحد من كل ستة أطفال الآن من مؤشر كتلة جسم غير صحي.
تشير التقديرات إلى أن تسعة في المائة من الأطفال - حوالي 6.7 مليون - في الولايات المتحدة يعانون من نقص فيتامين (د)، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة إيموري.
الخلايا الدهنية
وتقول إحدى النظريات إن فيتامين (د) قد يمنع عملية إنتاج الخلايا الدهنية. لكن دراسات أخرى أشارت إلى أن العلاقة تعمل في الاتجاه المعاكس: يميل الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة إلى التعرض لأشعة الشمس بشكل أقل، وهو المصدر الرئيسي لفيتامين د.
ويشارك "فيتامين أشعة الشمس" أيضًا في عمليات الكلى والأوعية الدموية التي تضمن أن كلاهما يلعب دوره في التمثيل الغذائي جيدًا والأخير آمن من ارتفاع ضغط الدم.
وتشير الدراسة الجديدة التي أجرتها جامعة ميشيجان، والتي نُشرت يوم الإثنين في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، إلى أن الرابط هو أكثر من مجرد نقص التعرض لأشعة الشمس للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، لأنها نظرت في مستويات فيتامين (د) المتغيرة عند الرضع.
ولن يقضي الأطفال الكثير من الوقت في الشمس، وقد لا تكون أمهاتهم في الخارج بما يكفي لتزويدهم بما يكفي من فيتامين د أثناء الرضاعة الطبيعية.
ونتيجة لذلك، يوصي مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بالولايات المتحدة بأن يتلقى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية كليًا أو جزئيًا 400 وحدة دولية إضافية من فيتامين (د) يوميًا.
ويشير البحث الجديد إلى أن ضمان الحفاظ على مستويات فيتامين (د) طوال العام الأول من حياتهم يمكن أن يكون له فوائد مدى الحياة.