كان مالك بن دينار رضي الله عنه من زهاد البصرة، مواعظه كانت تخلع القلوب، حفظ عنه الكثير وروي عنه العديد من المواقف التي تدل على زهده وعبادته.
قال مالك بن دينار: خرج الناس من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قالوا: وما هو يا أبا يحيى؟ قال: معرفة الله تعالى.
وقال مالك: ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله تعالى.
وقال أيضا: قرأت في التوراة: أيها الصديقون تنعموا بذكري في الدنيا فإنه لكم في الدنيا نعيم وفي الآخرة جزاء.
وكان: إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة.
وقال: وجدت في بعض الكتب سبحوا الله أيها الصديقون بأصوات حزينة.
اقرأ أيضا:
مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمانوقال مالك: يا حملة القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض، وقد ينزل الغيث من السماء فيصيب الحش- المزبلة- فيكون فيه الحبة فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن.
وقال مالك لا يبلغ الرجل منازل الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة ويأوي إلى منازل الكلاب.
وقيل لمالك بن دينار: ألا تتزوج؟ فقال لو استطعت لطلقت نفسي.
وقال: تأتي علي السنة لا آكل فيها لحما إلا في يوم الأضحى آكل من أضحيتي لما يذكر فيها.
وقال مالك: إن البدن إذا سقم لم ينجع فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة، كذلك القلب إذا علقه حب الدنيا لم تنجع فيه الموعظة.
وقال مالك في بعض الكتب: إن الله تعالى , قال: إن أهون ما أنا صانع بالعالم إذا أحب الدنيا أن أخرج حلاوة ذكري من قلبه، وقال: من لم يكن صادقا فلا يتعن.
وقال: لقد هممت أن آمر إذا مت فأغل فأدفع إلى ربي مغلولا كما يدفع العبد الآبق إلى مولاه.
ورفع رأسه في السماء عند موته فقال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لبطن ولا فرج.
وكان يكتب المصاحف فلا يأخذ عليها من الأجر أكثر من عمل يده، وكان يكتب المصحف في أربعة أشهر، وقال: أعطى البقال كل شهر درهما ودانقين فأخذ منه ستين رغيفا لكل ليلة رغيفين.
وقال ابن المبارك: وقع حريق بالبصرة، فأخذ مالك المصاحف وأخذ طرف كسائه يجره وقال: هلك أصحاب الأثقال.
وقال مالك قال عيسى عليه السلام: خشية الله وحب الفردوس يباعدان من زهرة الدنيا ويورثان الصبر على المشقة، وإن أكل الشعير، والنوم على المزابل مع الكلاب لقليل في طلب الفردوس.