هل يمكن للرعاية الصحية عن بعد أن تساعد ضحايا السكتة الدماغية المصابين بالشلل على استعادة مهاراتهم الحركية بشكل أسرع مما لو كانوا يعملون مباشرة مع معالج فيزيائي؟

هذا ما أجابت عليه دراسة حديثة، وجدت أن المرضى الذين شاركوا لمدة 12 أسبوعًا على الأقل في إعادة التأهيل في المنزل مع استشارات الفيديو الحية (التأهيل عن بعد) سجلوا درجات أعلى في اختبار استعادة مهاراتهم الحركية من أولئك الذين خضعوا للعلاج التقليدي خلال نفس الفترة.

وأفاد مؤلفو الدراسة، ومن بينهم شوانتشنج رن من جامعة فودان في شنغهاي بالصين، أن الراحة في إعادة التأهيل في المنزل ربما ساعدت المشاركين في الدراسة على الالتزام ببرامجهم، وربما ساعدهم ذلك على استعادة مهاراتهم الحركية بشكل أفضل من أولئك الذين خضعوا لإعادة التأهيل التقليدية.

وقال الدكتور أندرو سوثرلاند، الأستاذ المشارك في علم الأعصاب وعلوم الصحة العامة في جامعة فيرجينيا هيلث: "لست مندهشًا من أنهم قد يرون تأثيرات مماثلة للعلاج مع المرضى الذين يستخدمون التطبيب عن بعد كما لو كانوا من خلال الشخص". "استقراء نفس التكنولوجيا وخط التفكير لإعادة التأهيل أمر منطقي".

التطييب عن بعد 

ويعد التطبيب عن بعد لكثير من المرضى وسيلة لتلقي الرعاية في المنزل في المواقف التي يحتاجون فيها إلى ركوب سيارتهم والسفر وربما صعود ونزول السلالم.

قال سوثرلاند، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، إن "ذلك يمكن أن يكون شاقًا للغاية بالنسبة للمرضى، من المحتمل أن يكونوا أكثر تقبلاً وقدرة على إجراء إعادة التأهيل في بيئة منزلية".

وأضاف: "أعتقد أن هذا أحد الأسباب المحتملة لشيء كهذا يمكن أن يعمل بشكل أفضل أو يساعد المرضى أكثر. ما زلت أعتقد أن هذا ربما يكون سؤالًا مفتوحًا حول ما إذا كانت إعادة التأهيل عن بعد أفضل حقًا مقابل مجرد كونها معادلة لما يمكن أن يتلقوه من إعادة التأهيل الشخصي"، وفق ما نقلت وكالة "يو بي آي".

وفي الدراسة، حلل الباحثون حالات 52 مريضًا في الصين، أكمل نصفهم إعادة التأهيل عن بعد في المنزل بينما كان النصف الآخر في مجموعة العيادات الخارجية التقليدية.
وكلتا المجموعتين خضعا لجلسة مدتها 60 دقيقة من العلاج المهني والفيزيائي، بالإضافة إلى 20 دقيقة من العلاج يسمى التحفيز العصبي العضلي الناتج عن تخطيط العضل.

والمرضى الذينم خضعوا للدراسة دخلوا مستشفى شنجهاي الخامس، التابع لجامعة فودان خلال الفترة بين يوليو 2017 ويناير 2019.

وشارك المرضى في تقييمات الوظائف الحركية والدماغ قبل بدء الدراسة، بمجرد الانتهاء من إعادة التأهيل، ومرة أخرى بعد ثلاثة أشهر.

اقرأ أيضا:

انتبه لهذه العادات الخطيرة.. زجاجات المياه تحتوي على جراثيم أكثر من مقاعد المراحيض

درجات أعلى للخاضعين للتأهيل المنزلي

ووجد الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة (Neurology)، أن المشاركين الذين قاموا بإعادة التأهيل في المنزل حصلوا على درجات أعلى في المهارات الحركية من أولئك الذين عولجوا في بيئة أكثر تقليدية.

ولاحظ المؤلفون أن أحد قيود الدراسة هو أنه لم تكن هناك "مجموعة تحكم" لم تحصل على إعادة التأهيل، مشيرين إلى أنه "لو كان هناك، لكان الباحثون قادرين على تقدير مقدار التعافي الذي يحدث بشكل طبيعي".

ويتمثل أحد تحديات التطبيب عن بُعد في إعادة التأهيل في ضمان أن يكون المريض قادرًا جسديًا على القيام بتقنيات إعادة التأهيل.

قال ساثرلاند إن وجود مقدم رعاية أو أحد أفراد الأسرة في المنزل للمساعدة أمر بالغ الأهمية لنجاحهم.

وأشار إلى أن الأطباء ما زالوا بحاجة إلى ممرضة أو فني بجانب السرير للمساعدة في توجيه المريض خلال الفحص العصبي مع إعادة التأهيل عن بعد.

وقالت شيتال بافيشي أستاذ مساعد في قسم الطب الطبيعي وإعادة التأهيل في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو، إن الدراسات تظهر أن إعادة التأهيل المبكر بعد السكتة الدماغية تؤدي إلى تحسن أكبر للمريض.