قوم موسى عمالقة.. وفرعون هو رمسيس الثاني.. هل ثبت هذا؟

بقلم | محمد جمال حليم | الاثنين 14 سبتمبر 2020 - 07:40 م

من الأقوال المنتشرة بين الناس ويتناقلونها جيلاً بعد جيل أن قوم موسى عليه السلام كانوا ضخامًا طوالًا عمالقة، وبالتحقيق تبين أن هذا القول غير ثابت وإنما هذا يحكى عن فرد أو أفراد، في قصص لا تثبت، كالكلام على عوج بن عنق، فقد قيل: كان طوله ثلاثة آلاف ذراع، وثلاثمائة ذراع، وثلاثة وثلاثين ذراعا، وثلث ذراع!

لكن الثابت أن آدم عليه السلام كان طوله ستين ذراعا، ولم يزل الخلق يتناقص بعده؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ، ثم قال : اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك . فقال : السلام عليكم . فقالوا : السلام عليكم ورحمة الله . فزادوه : ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن. رواه البخاري، وفي لفظ مسلم: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، وطوله ستون ذراعاً ، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن .

أهل ثمود:

وقد استشكل الحافظ ابن حجر رحمه الله كون ديار ثمود تدل على أن أهل ثمود لم تكن قاماتهم مفرطة في الطول، مع قرب المدة بينهم وبين آدم عليه السلام؛ ذلك أن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة الطول، على حسب ما يقتضيه الترتيب السابق، ولا شك أن عهدهم قديم، وأن الزمان الذي بينهم وبين آدم: دون الزمان الذي بينهم وبين أول هذه الأمة، ولم يظهر لي إلى الآن ما يزيل هذا الإشكال، وإذا كان هذا في أهل ثمود، فلا عجب في أمر فرعون؛ لأنه بعدهم بزمن.

كما ان الثابت أيضا أن موسى عليه السلام كان رجلا طويلا، كأنه من رجال شَنوءة، وهي قبيلة باليمن معروف أهلها بالطول.

ففي الصحيح عن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا جَعْدًا، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا، مَرْبُوعَ الخَلْقِ إِلَى الحُمْرَةِ وَالبَيَاضِ، سَبِطَ الرَّأْسِ .

و(شنوءة) بفتح المعجمة وضم النون حي من اليمن وهم معروفون بالطول والأْدْمة.

أما ما يتردد عن أن رمسيس الثاني هو فرعون الذي أهلكه الله غرقا، لم يثبت أيضا بل الأدلة على خلاف ذلك، وهناك أبحاث كثيرة نشرت تؤكد ذلك.