حقيقة أن هناك فروقًا اجتماعية ونفسية ومادية وفكرية وشكلية وجسمانية بين الناس هو أمر واقع لا يمكن إنكاره، وهذا لا يقلل بأي حال من فقير، أو صاحب مهنة أقل قد تبدو أقل من غيرها، أو شخص لم يحظ بمستوى تعليمي عال.. فأن يكون هناك أحد ما أعلى منك فهذا أمر طبيعي.. وليس معناه أنه تقليل منك، لأنه بالتأكيد هناك أيضًا من هو أقل منك..
إذن حينما ترى من هو أعلى منك إياك أن تشعر بالنقص وانعدام الثقة بنفسك .. أو تشعر بالعجز لأنك غير قادر على مجاراتهم.. كن موقنًا أن هذه هي قدراتك وهذا هو رزقك الذي قدره الله عز وجل لك.. وليس لها علاقة بقيمتك بين الناس، لأن هذه القيمة تصنعها أنت بفعلك ونجاحك وشغفك وأخلاقك!.
قيمتك الحقيقية
قيمتك الحقيقية مهما كان ما ينقصك.. فهي قيمة كبيرة طالما كنت تستمدها من مصدرها الحقيقي وهو ( الله عز وجل ) .. والقيمة الحقيقية هي في المنهج الذي تحاسب عليه .. بينما الباقي كله فهو ( وسائل ) تعينك على تزكية قيمتك ..
هناك في قصص الصحابة الكرام رضوان الله عنهم أجمعين، الكثير ممن خلد التاريخ بطولاتهم .. لكن الفروق الفردية التي كانت بينهم تُذكر من باب المعلومة وفقط .. لكن القيمة الحقيقية في الأثر ..وفي الرسالة .. وفي المضمون .. هذه الفروق الفردية لابد أن توضع في الاعتبار.. لكن متى؟
في الدوائر القريبة .. في النسب ودرجة القرابة .. وفي الصداقة .. وفي الشراكة .. لا يجوز لنا أن نغفلها ونقول: التركيز على الأثر وقيمة الإنسان وفقط .. وهذا الأمر ليس له علاقة بالتقليل من الشخص .. لكن لابد أن تؤخذ في الاعتبار في العلاقات المتقاربة جداً لسبب مهم : لأنه كلما كان هناك تجانسًا أكبر .. زاد الأثر !
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةالهدف من العلاقات
إذن ما هي الحكمة من أن حياتنا مجموعات من العلاقات ومن ضمنها .. العلاقات القريبة جدًا .. وعلى رأس هذه العلاقات .. علاقة تسعى في اختيارها وهي (الزواج ) لأن الله عز وجل من لطفه بك سمح لك بأن تختار من ستكمل حياتك معه !.. لأنه من المفترض أن تختار أو تختاري السند الذي سيعينك على أمرين هامين هما: (الرسالة والأثر ).. ومن ثم لن يكون سندًا سوى بالتوافق في معظم العناصر أو في الأساسيات .. (الخاصة بكل واحد ).
فالتوافق النفسي والروحي يتم حينما يكون هناك في توافق اجتماعي وثقافي وعقلي وشكلي ومادي .. مجموعة مرتبة على بعضها .. تصل بك إلى القبول والراحة النفسية .. ليس فكرة انبهار ولا انجذاب .. ولا أيضًا فكرة أن هذا الشخص على خلق أو لا...
وهنا يجب أن نذكر بقصة الصحابية الجليلة التي كانت متزوجة من صحابي .. وذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت له: لا أستطيع نسيان أنه كان عبدًا، فقال لها عليه الصلاة والسلام: ردي إليه حديقته .. ولم يقل لها (تقي الله إنه صحابي ).