يشتكي أحدهم من "بخل" الناس تقديرًا لنجاحه الذي تطلب جهدًا وتعبًا، حتى أنهم "يبخلون" أن يقولوا كلمة (برافو)، وهم يعلمون أن النتيجة التي تحققت جاءت بعد تعب وكد كبيرين.. بينما يشتكي آخر من أنه التقى أناسًا يخشون أن يمدحوه خوفًا من أن يغتر عليهم.. وثالث يقول: إنه جامل أناس كثيرًا لكنهم (استتقلوا) حتى أن يشكروني.
الجميع بات ينسى للأسف أن الكلمة الحلوة أغلى وأرخص طاقة تحركنا.. والتعامل مع بخلاء المشاعر بالتأكيد هو منتهى الأذى.. فلم يكن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بخيلاً أبدًا في مشاعره، حتى مع أعداء الأمة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «السخي قريب مِن الله، قريب من الجنة، قريب مِن الناس، بعيد من النار، والبَخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله عز وجل من عابد بخيل».
البخلاء.. هل أنت منهم؟
عزيزي المسلم، راجع نفسك، هل أنت بخيل، إن كنت بخيلاً في دفع الزكوات والصدقات ومساعدة الناس، مؤكد ستكون بخيلاً في المشاعر.. فالبخل لا يتجزأ.
لذا كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من البخل، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: «أعوذ بك مِن البخل والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات».
بل أن الأمر يتطور لأكبر من ذلك، فالبخيل ليس من أهل الجنة مهما كان، فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن».
وهو ما أكده ابن عباس أيضًا، فقد نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «خلق الله جنة عدن بيده، ودلى فيها ثمارها، وشق فيها أنهارها، ثم نظر إليها فقال: قد أفلح المؤمنون، قال: وعزتي لا يجاورني فيك بخيل».
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟البخل ليس من الإسلام
تبرأ الإسلام صراحة من البخل والبخلاء.. وأكد أنه لا يمكن أن يجتمع الشح مع الإيمان، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري رجل مسلم، ولا يجتمع شح وإيمان في قلب رجل مسلم».