يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ».. كيف زلزلوا؟ ولماذا سؤال: متى نصر الله ومن الرسول والصحابة؟!
هناك أمران هامان من الضروري أن تعرفهما جيدًا:
1 - أن المأساة الحقيقية وراء كل أمراضنا النفسية وأحزانا وعدم الرضا والوجع الذي نعيشه طوال الوقت، من الممكن اختصاره في جملة واحدة ( متفقناش على كده !)
طريقك أنك تتعرف على الذي خلقك ،صاحب المنظومة كلها.. هذا لو تعاملت مع النقص بشكل صحيح .. سيكون هذا هو طريقك الوحيد لراحة بالك وسكينتك .. مهما كان نقصك كبيرًا !
فالمولى يخاطبنا جميعًا من خلال خطابه للرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة : هل تعتقدوا أنكم ستدخلون الجنة دون أن تتعلموا من كل التجارب والدروس التي مر بها كل من كان قبلكم؟ .. فقد مستهم البأساء (وهو الخوف والشدة ويقال في الأموال والأنفس) .. والضراء (وهو الضرر بصفة عامة ويقال في الأبدان ) ؟
ذاقوا حتى متى ؟!
حتى زلزلوا !
ماذا يعني زلزلوا؟
كأن تمر بموقف عصيب في حياتك وتكتشف فيه نفسك .. إما يخرج منك إنسان أقوى ، ثقتك أعلى.. عندك تسليم أكثر لله سبحانه وتعالى، عندك رضا واستغناء.. مستحيل كان يحدث لك كل هذا دون هذا الموقف.. موقف زلزلك من داخلك ..
أو يخرج منك إنسان ضعيف ، هَشّ ، ليس له أي عزيمة، أقل شيء من الممكن أن يكسرك ، أقل شيء يشكك في ربك ورحمته وعدله !
هنا كل واحد ودرجاته .. لكن هؤلاء كانوا صحابة .. فحينما يزلزلوا ماذا سيخرج منهم ؟!.. مؤكد يقين بالله عز وجل.
١-تتعلم من التجارب السابقة وتبذل كل البذل حتى تتعلم وتخرج مما أنت فيه
٢-التغيير.. هذه المرحلة لن تصل لها إلا بعد استنفاد كل سُبل السعي الممكنة واستغلال قدراتك الحقيقية
٣- التسليم والثقة في نصر الله .. حينها تستطيع أن تطلب من الله أن ينصرك.