هل تعيش المرأة القوية معاناة؟ معاناة لأن يكون لها صوت وسط مجتمع ذكوري، وهل الإسلام يرفض أن تكون المرأة قوية؟.
بداية الإسلام لا يمكن أن يرفض أن تكون
المرأة قوية، لكن القوة بمعناها الحقيقي، (القوية وليست المتسلطة .. القوية وليست المفترية .. القوية وليست القاسية .. القوية وليست المسيطرة .. القوية وليست الصعبة .. القوية وليست المؤذية .. القوية وليست العنيدة)..
امرأة قوية .. أي ليست تلك الشديدة التي يكون وجودها لعنة .. ولا هي الضعيفة المنكسرة التي يكون وجودها عبئًا.. لها تركيبتها الخاصة.. كأنها تتوجع وجع امرأة في منتهى الضعف وتتماسك بقوة جيش من الرجال !.. تعتقد فيها التحدي فتستفزك للانتصار عليها .. وتتفاجأ بأنك في حرب معها بدون أسباب !
صفات المرأة القوية
المرأة القوية.. تلك التي توجد من معاناتها سُبل السلام !.. هذه المرأة ماذا تنتظر منها سوى أنها قوة تختبئ فيها امرأة !.. لكن .. إذا كنت من أهل البصيرة ستكتشف أن كل معاني القوة المذكورة وكل الأسرار والخبايا أصلها ومنبعها الوحيد بداخلها .. شعور واحد خفي هو محرك لكل طاقاتها .. ومصدر كل قوى .. هو قوة الحب!
قوة تجعل منها امرأة حديدية ! لكن بطابع خاص .. لها حسابات وقوانين مختلفة.. وكلما اقتربت من شئ بداخلها تُدركه .. فالحقيقة أنك لم تدرك منها إلا مجرد قشور !
لأن الحب في كينونته .. عمق وغموض .. وقوانينه غير القوانين .. ولغته غير كل اللغات .. وله شفراته الخاصة!
شفرة السهل الممتنع .. المنع والعطاء .. المجازفة والتروي .. الخضوع والحسم .. التمسُك والاستغناء .. الجدية والمرح .. العُزلة والاندماج .. الهدوء والانطلاق .. السيطرة والاستسلام .. الإقدام والانسحاب ..القرب والبعد .. الحزن والفرح ..
كل شيء وعكسه جدًا.. موجودين بنفس السلام والطمأنينة بداخلها !.. ولكن هي طمأنينة الحب ..
اقرأ أيضا:
طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟القوة بالله
هذه الطمأنينة التي تصل لها المرأة القوية، هي طمأنينة من الله لأن ما بداخلها من حب هو حب الله قبل أي شيء.. فهو مصدر كل قوة في الوجود ..
فتصبح قوتها غير صالحة للهدم .. ولا تقبل الكسر .. برغم كم الإحساس والتأثر بأي ألم وكل وجع .. لكنها الطبيعة البشرية التي تحكم بالظاهر .. وتكتفي بالقشور وبالنظر وليس البصر !
فيتفننون في كيفية الكسر والهدم .. بلا أي رحمة ..لمجرد شعور بنشوة الانتصار الداخلي في حرب لم تدخلها معهم !
والذنب فقط.. أنها امرأة قوية استمدت قوتها من الله ! لا يعنيها نصر أو هزيمة .. كل ما يعنيها أن تحيا بحب الله .. بسلام من الله وطمأنينة .. لا تسألكم عطاء .. لا تسألكم محبة .. لا تسألكم تقدير .. لا تسألكم قوة .. لا تسألكم شكر .. وإنما رجاءها الوحيد هو: «ارْحموا مَنْ في الأرض يرحمكم من في السماء ».