هناك أسباب عديدة للرزق الواسع وردت في القرآن الكريم حيث حث قرآننا الكريم علي التمسك بعدد من العبادات والطاعات باعتبارها مفاتيح للرزق الواسع ودليلا علي كرم الله بعبده المؤمن
هذه المفاتيح للرزق تراوحت بين العبادات والطاعات والسلوكيات فمنها مثلا المحافظة علي الصلوات والتقوي والاستغفار والتوبة واجتناب المعاصي والتوكل علي الله والتبكير في طلب الرزق والتفرغ للعبادة
ويأتي علي رأس أسباب سَعة الرزق المحافظة على الصلاة قال تعالى: " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى " [سورة طه: 132].
أما ثاني هذه الأسباب بحسب ما ورد في الذكر الحكيم الاستغفار والتوبة: قال تعالى " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً " "نوح: 12".
اسباب ومفاتيح سعة الرزق امتدت للسلوكيات الدنيوية منها التبكير في طلب الرزق: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) ووقت البكور هو وقت ما بعد الفجر.
التقوي تعد حجر الزاوية في قضية توسعة الله علي عباده في االرزق حيث قال تعالي: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2] وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].
من المهم الإشارة هنا إلي ضرورة اجتناب المعاصي: باعتبارها عاملا مهما من عوامل سعة الرزق قال تعالى: " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " "الروم: 41، وفي الحديث "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه".
التوكل على الله تعالى كان حاضرا بقوة ضمن مفاتيح سعة الرزق حيث : قال تعالى: " وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً " [الطلاق: 3].
ولا يمكن في هذا السياق تجاهل التفرغ للعبادة كواحد من أسباب جلب الرزق الواسع كما ورد: في الحديث القدسي: (يا ابن ادم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأسدُّ فقرك وأملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقاً) وهذا اللفظ في مستدرك الحاكم (يا ابن ادم تفرغ لعبادتي أملا قلبك غنى وأسدُّ فقرك وأملأ قلبك غنى وأملأ يديك رزقاً، يا ابن ادم لا تباعد منى فأملأ قلبك فقرا وأملأ يديك شغلا".
من الثابت هنا أن اخراج الصدقات وكثرة الإنفاق في سبيل الله: قال تعالى من الأسباب القوية لإدراك الرزق الواسع : " وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " [سبأ: 39] وفي الحديث: "أنفق ينفق عليك".
اقرأ أيضا:
السند والعون.. عند الوجع لن تجد أحدًا أقرب من أخيك إليك: "أخ"القرآن الكريم والأحاديث القدسية والسنة النبوية أحصت 8أسباب جالبة للرزق اهم المحافظة علي الصلاة والتقوي واخراج الصدقات والتوكل علي الله والتفرغ للعبادة ومن ثم علي المسلم اغتنام هذه الطاعات كي يمنحك الله الرزق الواسع ويبارك لك فيها