كان الصحابي الجليل
عبد الرحمن بن عوف نموذجا فريدا في الشكر مع الغني، لذا لقب بـ " الغني الشاكر".
روى عنه حفيده أنه اتي بطعام وكان صائما فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة غن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه.
وقال: وقتل حمزة وهو خير مني يعني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجّلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.
وحكى عنه بعض جلساؤه : كان عبد الرحمن لنا جليسا وكان نعم الجليس وأنه انقلب بنا يوما حتى دخلنا بيته ودخل فاغتسل ثم خرج فجلس معنا وأتينا بصحفة فيها خبز ولحم فلما وضعت بكى عبد الرحمن بن عوف.
فقلنا له يا أبا محمد ما يبكيك فقال مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ولا أرانا أخرنا لها لما هو خير لنا، ومن تواضعه أنه كان لا يعرف من بين عبيده.
ولما توفي كان فيما ترك ذهبا قطع بالفؤوس حتى تورمت أيدي الرجال منه وترك أربع نسوة فأخرجت امرأة من ثمنها بثلاثين ألفا.
اقرأ أيضا:
"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".. هل سمعت هذا المعنى من قبل؟وبينما عائشة رضي الله عنها في بيتها إذ سمعت صوتا رجّت منه المدينة فقالت ما هذا؟
قالوا: عير قدمت لعبد الرحمن بن عوف من الشام وكانت سبعمائة راحلة.
فقالت عائشة: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا فبلغ ذلك عبد الرحمن فأتاها فسألها عما بلغه فحدثته قال فإني أشهدك أنها بأحمالها في سبيل الله عز وجل1.
وباع عبد الرحمن بن عوف أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينار فقسم ذلك المال في بني زهرة وفقراء المسلمين وأمهات المؤمنين.
وبعث إلى عائشة معي بمال من ذلك المال فقالت عائشة: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لن يحنو عليكن بعدي إلا الصالحون" سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة.
وتصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله. صلى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة آلاف ثم تصدق بأربعين ألفا ثم تصدق بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله تعالى ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله تعالى وكان عامة ماله من التجارة.