تسبب فيروس كورونا المستجد في حالة من الذعر على نطاق واسع منذ ظهوره في الصين، قبل بضعة أشهر، خاصة بعد أن تسبب في إصابة 6 مليون ووفاة 367 ألف شخص حول العالم -حتي كتابة هذا التقرير-، إلا أنه لا يزال من المبكر للباحثين أن يعرفوا بالضبط كيف يؤثر على النساء الحوامل أو الأجنة.
ويعتقد الخبراء أن الفيروس لا ينتقل من الأم إلى الطفل عبر المشيمة، حيث تشير إحدى الدراسات، التي تم نشرها في JAMA Pediatrics في 26 مارس، إلى أن الأمهات المصابات قد ينقلن الفيروس التاجي إلى أطفالهن، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك يحدث في الرحم أو أثناء الولادة.

الفيروس التاجي والحمل
من الطبيعي أن تقلق النساء الحوامل بشأن الفيروس، لأن لديهم مخاطر أعلى للإصابة بأمراض فيروسية بسبب التغيرات في علم وظائف الأعضاء والجهاز المناعي، وفقًا لجيسيكا مادن، المدير الطبي لشركة Aeroflow Breastpumps التي أوضحت أنه علي سبيل المثال النساء المصابات بالإنفلونزا أثناء الحمل أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي من النساء غير الحوامل.

اقرأ أيضا:

طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟وترتبط الأمراض الفيروسية مثل الأنفلونزا بزيادة خطر الإجهاض والعيوب الخلقية وانخفاض الوزن عند الولادة ومضاعفات الحمل الأخرى، ولا يعرف العلماء ما إذا كان COVID-19 يتبع الاتجاه نفسه، ولكن الأبحاث الأولية تشير إلى خلاف ذلك.

فقد كشف تقرير صادر من البعثة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية والصين، نُشر في منتصف فبراير 2020 ، بعد دراسة حالة 147 امرأة حامل مصابة بالفيروس التاجي ليجد الباحثون أن 8% من الحالات اعتبرت "حادة" و 1% كانت "حرجة"، وتبدو هذه الأرقام متقاربة مع إحصاءات السيدات غير الحوامل.ومع ذلك تشدد الدكتورة مادن ومركز السيطرة على الأمراض، على أن هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات قبل التوصل إلى نتيجة محددة، لأن اثنين من الفيروسات التاجية الأخرى وهي سارس و MERS، ارتبطت بمرض أشد ووفيات أكبر لدى النساء الحوامل.

اقرأ أيضا:

7 تقنيات لترك انطباع إيجابي عنك في العملوفقًا لجوستين براندت، دكتوراه في الطب وأستاذ مساعد في طب التوليد والنسائيات في قسم طب الأم والجنين في كلية طب روتجرز روبرت وود في نيو جيرسي: "قد تكون النساء المصابات بـ COVID-19 أكثر عرضة لمضاعفات الحمل، حيث يكونن أكثر عرضة للإجهاض والولادة قبل الأوان وتقييد نمو الجنين".
ويميل الفيروس التاجي إلى التأثير على كبار السن وأولئك الذين يعانون من ظروف صحية حرجة، ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض تقترح الدكتورة مادن، فإنه من المنطقي إذن أن أولئك الذين لديهم حالات حمل عالية الخطورة قد تزيد إحتمالات حدوث مضاعفات لهم، ويشمل ذلك النساء المصابات بمقدمات التسمم الحملي وداء السكري الحملي ومضاعفات أخرى.


هل يؤثر الفيروس التاجي على الجنين؟
الخبر الجيد أن الأبحاث الأولية المنشورة في مجلة The Lancet تشير إلى أن COVID-19 لا يمر عبر المشيمة، واتبعت هذه الدراسة تسع نساء ولدن عبر عملية قيصرية، ووجدت أن أياً من الأطفال لم يثبت إصابتهم بالفيروس التاجي.كما بدت صحتهم جيدة بعد الولادة.
وتقول الدكتور مادن، إنه حتى الآن كانت جميع عينات دم الحبل السري والسائل الذي يحيط بالجنين وحليب الثدي من النساء المصابات بالفيروس التاجي التي تم اختبارها لـ COVID-19 سلبية عند الأطفال.
ولكن كما لاحظت صحيفة نيويورك تايمز، لا يوجد بحث يشير إلى كيفية تأثير الفيروس التاجي على الجنين في وقت مبكر من الحمل، ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض، الحمى المرتفعة في الثلث الأول من الحمل ارتبطت بعيوب خلقية، ومن السابق لأوانه أن نعرف على وجه اليقين كيف سيتأثر الأطفال بالضبط.

اقرأ أيضا:

7 طرق مدهشة لتحفيز طفلك على أداء واجباته المدرسيةولكن وجدت دراسة JAMA لشهر مارس أن ثلاثة فقط من أصل 33 مولودًا حديثي الولادة الذين ولدوا في مستشفى ووهان للأطفال في الصين لديهم علامات الفيروس، وكانت أعراضهم خفيفة.
وأبلغت النساء المصابات بالسارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية عن فقدان الحمل والإملاص والإجهاض في الماضي، لذا من المحتمل أن تزداد المخاطر بالنسبة لفيروس كورونا.
علاوة على ذلك تم تسجيل الولادة قبل الأوان للأمهات الإيجابية لـ COVID-19 ، ولكن ليس من الواضح أن هذه النتائج كانت مرتبطة بعدوى الأمهات، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض.


أنا حامل وأعتقد أنني مصابة بالفيروس التاجي، ماذا أفعل؟
إذا ظهرت عليك أعراض الفيروس التاجي مثل السعال والحمى وضيق التنفس، استشيري طبيبك أو طبيبك، حيث من المرجح أن تكون هذه الأعراض ناتجة عن الإنفلونزا أو عدوى فيروسية أخرى، ومع ذلك يجب أن تؤخذ أعراض الجهاز التنفسي على محمل الجد، لأنها قد تكون لها عواقب سلبية على الحمل.
إذا تم تشخيصك بالفيروس التاجي، فسيقرر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك مسار العلاج، مع ضرورة الولادة في المستشفى نظرًا لخطر الإصابة بمضاعفات الفيروس مثل الالتهاب الرئوي، كما يجب مراقبة الأطفال حديثي الولادة عن كثب لتطور الأعراض الفيروسية بعد الولادة.

اقرأ أيضا:

10 طرق للتخلص من الطاقة السلبية في البيت