يبدو أن جائحة كورونا لن تكون آخر كوارث عام 2020 على كوكب الأرض، فقد رصدت مجموعة من الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية ظاهرة غريبة يشهدها كوكبنا تعبر عن شذوذ مغناطيسي غير مسبوق.
ويعتبر المجال المغناطيسي للأرض ضروريا للحياة على كوكبنا، وهو قوة ديناميكية تحمينا من الإشعاع الكوني والجسيمات المشحونة التي تأتي من الشمس.
وبحسب موقع "techexplorist" يحدث المجال المغناطيسي نتيجة وجود حزمة من السوائل المعدنية المنصهرة والتي تأخذ شكل الحلقات وتتواجد تحت أقدامنا في باطن الكوكب على عمق يقدر بحوالي 3 آلاف كيلومتر.
ويأخذ المجال المغناطيسي لكوكب الأرض شكلا منتظما لمغناطيس ذو قطبين، لكن الأقمار الصناعية سجلت شذوذا غريبا جنوب المحيط الأطلسي يظهر أن تغييرا في شكل وتوزع الأقطاب المغناطيسية حول الكوكب.
ونشرت وكالة الفضاء الأوروبية مجموعة من الأقمار الصناعية للتحقيق في نقاط الضعف غير المعتادة في المجال المغناطيسي للأرض، والتي أظهرت أن الشذوذ الغريب في المجال المغناطيسي لكوكب الأرض ينقسم إلى قسمين، بحسب "سبوتنيك عربي".
وأطلق العلماء على هذه القوة غير المبررة، اسم شذوذ جنوب الأطلسي، هي منطقة ذات كثافة مغناطيسية منخفضة تمتد من أمريكا الجنوبية إلى جنوب غرب إفريقيا.
الخبراء أشاروا إلى أن آثار هذا الشذوذ يمكن رصدها من خلال الأعطال التقنية التي يسببها على متن المركبات الفضائية والأقمار الصناعية المدارية، لكن على المدى الطويل قد يسبب مشكلة كبيرة نظرا لدور المجال المغناطيسي في حماية الكوكب من الإشعاعات الكونية.
استخدمت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، مجموعة أقمار الفضاء "Swarm" التابعة لها لدراسة هذه الظاهرة في وقت سابق من هذا الشهر، وأظهرت أحدث القراءات وجود حالة شذوذ ثانية تتشكل غرب أفريقيا، لم يفهم الخبراء أسبابها ومخاطرها إلى هذه اللحظة.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟وفقد كوكب الأرض خلال الـ200 عام الماضية حوالي 9% من قوته المغناطيسية، وبين عامي 1970 و2020 انخفض الحد الأدنى من القوة من حوالي 24 ألف إلى 22 ألف نانوتلاسلاس.
وظهر الشذوذ المغناطيسي لأول مرة في جنوب المحيط الأطلسي وتحرك غربًا بوتيرة تقارب 20 كيلومترًا (12 ميلًا) سنويًا، ولم يستطع العلماء تحديد السبب، لكن من الواضح أن المركز المغناطيسي ينقسم إلى قسمين.
عالم الجيوفيزياء يورجن ماتسكا، من مركز البحوث الألماني لعلوم الأرض قال: "لقد ظهر الشذوذ أول مرة في العقد الماضي، لكن في السنوات الأخيرة تطور بسرعة كبيرة"، وأضاف: "التحدي الآن هو فهم العمليات في قلب الأرض التي تقود هذه التغييرات".
ومن المعروف أن المجال المغناطيسي للأرض يقلب الأقطاب تمامًا كل بضع مئات الآلاف من السنين، ويعتبر الخبراء أن الأرض تأخرت بحدوث هذا الانقلاب، وأن هذا النشاط المغناطيسي الأخير "غير المبرر" فوق المحيط الأطلسي، علامة على قلب وشيك في الأقطاب المغناطيسية، في ظاهرة حدثت آخر مرة قبل 780 ألف عام تقريبا.
اقرأ أيضا:
التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشراقرأ أيضا:
وبدأ موسم الرمان.. فوائد سحرية لقلبك ومناعتك والوقاية من هذه الأمراض