يحرص المسلمون في شهر رمضان، في العشر الأواخر، على تحري
ليلة القدر، وأكثر ما يتردد بين الناس أنها ليلة الـ 27 من رمضان.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة القدر في ليلة سبع وعشرين.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى ليلة القدر؟ فقال: "من يذكر منكم ليلة الصهباوات"؟
قال عبد الله: أنا بأبي أنت وأمي وإن في يدي لتمرات أتسحر بهن مستترا بمؤخرة رحل من الفجر وذلك حين طلع القمر، وذلك ليلة سبع وعشرين، والصهباوات - موضع بقرب خيبر- .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال: "إن ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر من رمضان" وإذا حسبنا أول السبع الأواخر ليلة أربع وعشرين كانت ليلة سبع وعشرين نصف السبع لأن قبلها ثلاث ليال وبعدها ثلاث ليال.
يقول الإمام ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف : ومما يرجح أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين أنها من السبع الأواخر التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتماسها فيها بالاتفاق.
وفي دخول الثالثة والعشرين في السبع اختلاف سبق ذكره ولا خلاف أنها آكد من الخامس والعشرين ومما يدل على ذلك أيضا حديث أبي ذر في قيام النبي صلى الله عليه وسلم بهم في أفراد السبع الأواخر وأنه قام بهم في الثالثة والعشرين إلى ثلث الليل وفي الخامسة إلى نصف الليل وفي السابعة إلى آخر الليل حتى خشوا أن يفوتهم الفلاح.
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليها وجمع أهله ليلتئذ وجمع الناس وهذا كله يدل على تأكدها على سائر أفراد السبع والعشر.
ومما يدل على ذلك ما استشهد به ابن عباس رضي الله عنه بحضرة عمر رضي الله عنه والصحابة معه واستحسنه عمر رضي الله عنه.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا أنها في العشر الأواخر.
قال ابن عباس: فقلت لعمر رضي الله عنه: إني لأعلم أو إني لأظن أي ليلة هي؟
قال عمر رضي الله عنه: وأي ليلة هي؟: قلت: سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر الأواخر.
فقال عمر رضي الله عنه: ومن أين علمت ذلك؟ قال: فقلت: إن الله خلق سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام وإن الدهر يدور على سبع وخلق الله الإنسان في سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع والطواف بالبيت سبع ورمي الجمار سبع لا يشاء ذكرها فقال عمر رضي الله عنه: لقد فطنت لأمر ما فطنّا له.