«أرى بعض الناس لا
يتقون الله عز وجل في أعمالهم، ومع ذلك ناجحين وأغنياء .. وأنا أتقي ربنا وأقل منهم كثيرًا.. أين وعد ربنا سبحانه وتعالى «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»؟!.. سؤال يلوك به الكثير بين الفينة والأخرى، ولو بينهم وبين أنفسهم.
ليعلم الكل أن هناك أناسًا لا يعبدون الله بالأساس، ومع ذلك ناجحين وأغنياء !.. إذن تدابير الله عز وجل في شئون خلقه، لا يعلمها إلا هو.. والأهم في كل ذلك الرضا ولو بأقل القليل.
ملخص الموضوع
الموضوع ملخصه في خمسة محاور:
أولًا : مبدئيًا لابد أن تعي أن تركيب عقلك البشري لا يمت بصِلة بعلم الله عزو جل وقدراته!
هل يجوز أن تقول لقطة ١+١ كام.. وترد عليك؟ مستحيل.. لماذا؟ لأن تركيبة عقلها لا تستطيع الرد على مثل هذه الأمور.. فهي مقارنة بعقلك وعلمك وقدراتك.. لا شيء .. ولله المثل الأعلى.. نفس المقارنة بين عقلك البشري وقدرات الله عز وجل في أمور عقلك لا يمكن أن يعيها أو يفهمها أو يستوعبها.
الرحمة مثلًا .. حينما تعطي طفلك «حقنة»، على الرغم من أنها رحمة به وهو لا يستوعب هذا ، أيضًا الله عز وجل يقدم لك رحمات وأنت لا تستوعبها.. قيس على هذا كل المفاهيم والمشاعر والتعريفات سواء: العطاء - المنع - الجزاء - العدل .. ستجد أن كل المفاهيم مختلفة عن قدراتك.
اظهار أخبار متعلقة
قصة للتوضيح
هذه قصة ستوضح المعنى : نموذجان ملحدان في عصور مختلفة..
الأول: كان بطلاً قويًل مُصارعًا .. أمام الجمهور خاطب رب العالمين وقال: (لو إنك إله اكسر يدي حالًا أمام الجميع).. وبالفعل يده لم تكسر، وهنا صفق الحضور !
الثاني: ملحد كان في محاضرة .. وأمام الجموع وقف وخاطب رب العالمين: ( لو أنك إله وقادر، لأماتني حالًا أمام هؤلاء).. وفي نفس اللحظة مات!
بقدراتك العقلية ردك على الأول سيكون: لماذا يا رب لم تنتصر لذاتك؟! وعلى الثاني: هذا هو انتقام من الله للتحدي والكفر! هذا هو تفكيرك أنت البشري وصادف قدر الله ليس أكثر.. لكن الهدف والمعنى والمغزى لا نعلم عن الحقيقة شيئًا!
الله عظيم.. أعظم من تفكيرنا الساذج بأن يكون فعله ردًا لاعتبار أو دفاعًا.. حاشى لله ! فكلنا جميعًا في قبضته عاجلًا أم آجلًا.. قال تعالى: «وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يؤخرهم إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى».
ثانيًّا:
عندنا أزمة حقيقية في الفرق بين المعنى اللفظي والمفهوم.. ربنا ذكر « َمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا»
ترجمتك للمخرج كالآتي: لا أغش سأنجح .. لا أدفع رشوة سأكسب .. لا أسرق سأصبح غنيًا.. لكن: وارد جدًا أن تجد الذي غش .. نجح.. والذي دفع رشوة .. كسب.. والذي سرق .. أصبح غنيًا.. لكن هل هذا هو المَخرَج ومعنى الرزق الحقيقي؟!! بالتأكيد لا .. أبدًا.
المخرج معنى عميق جدًا .. على رأسه .. مخرجك يوم القيامة بتقواك في الدنيا .. ومرورًا بكل شعور فيه سكينة وطمأنينة داخلك.. في كل الأحوال .. المنع والعطاء .. وهذا هو المعنى الحقيقي للرزق.