سورة البقرة سورة مدنية ترتيبها في المصحف العثماني رقم2بعد سورة الفاتحة وسميت بالبقرة لأنها أوردت قصة بقرة بني إسرائيل وتفاصيل السجال الذي دار بين نبي الله موسي عليه السلام حول البقرة ولونها وسماتها وتشديد بني إسرائيل الأمر علي انفسهم حيث نكر الله كلمة "بقرة " للتخفيف عليهم ولكنهم جادلوا نبيه عليه السلام كما هو معروف
سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن وتتضمن كذلك أطول آية وهي آية المداينة فضلا عن أنها تضم الكثير من الأوامر والأحكام والنواهي،والأمور الخاصة بالعقائد والمعاملات الإسلامية ولها مناقب كثيرة يثاب من دوام كل قراء تها ويحصل علي أجر عظيم ..
أما عن قصة بقرة بني إسرائيل التي وردت في السور فهي القصص التي تحدث عنها القرآن الكريم، تفاصيلهاإذ كان لأحد الرجال الصالحين من بني إسرائيل بقرة، كان يُربيها ويرعاها ويُحافظ عليها كي تظلّ من بعده لابنه، وكان يذهب بها إلى المروج الخضراء كي ترعى ويدعو الله قائلًا: "اللهم إني استودعتكها لابني حتى يكبر"، ولم مات الرجل بقيت هذه البقرة من بعده لابنه اليتيم،
تقاصيل قصة بقرة بني إسرائيل وردت في القرآن في 6أيات بدأت بقوله تعالي "إِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّه يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللّه أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنَ لَّنَا مَاهِي قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌلَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ "
بني إسرائيل استمر في جدال سيدنا موسي كما جاء في قوله تعالي : قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَيُبَيِّن لَّنَا مَا هِىَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَاللّه لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الاَْرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَاقَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ *وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَرَأْتُمْ فِيهَا وَاللّه مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللّه الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.
باقي تفاصيل قصة بقرة بني إسرائيل تسير في إطارأن رجلامن بني إسرائيل كان غنيًّا، ولم يكن له ولد، وكان له قريب فقتله ليرثه، ثم ألقاه على مجمع الطريق، وأتى موسى عليه له: إن قريبي قُتِل، وإني لا أجد أحدًا يبيِّن لي من قتله غيرك يا نبي الله،فاسأل لنا ربك أن يبيِّن لنا، فسأل ربه فأوحى الله إليه: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً" [البقرة: 67]،
بنو إسرائيل تعجبوا من قول سيدنا موسي وظنوا أنه يهزأ بهم، ولكنه أخبرهم أنه وحيٌ من الله، فأخذوا في سؤال موسى عليه السلام عن صفات البقرة، ولم يسارعوا إلى تنفيذ أمرالله، وشددوا على أنفسهم فشدد عليهم حتى أمرهم أن تكون البقرة لا هَرمة ولا بِكرًا ولونها أصفر صافٍ، تُعجب الناظرين إليها، لم يذللها العمل وتقلِّب الأرض للزِّراعةولا تعمل في الحرث، مسلَّمة من العيوب ولا بياض فيها،
قوم سيدنا موسي لم يجدوا البقرة التي وُصفت لهم إلا عند عجوز عندهايتامى، فلما علمت أنه لا يزكو لهم غيرها، أضعفت عليهم الثمن. فأتوا موسى فأخبروه،فقال لهم موسى: إن الله قد كان خفف عليكم فشددتم على أنفسكم فأعطوها رضاها وحكمها.ففعلوا، واشتروها فذبحوها، فأمرهم موسى، عليه السلام، أن يأخذوا جزءًا منهافيضربوا به القتيل، ففعلوا، فرجع إليه روحه، فسمَّى لهم قاتله، ثم عاد ميتًا كماكان، فأخذ قاتله وهو الذي كان أتى موسى فشكا إليه مقتله، فقتله الله على سوء عمله.