الفسيخ هو أحد الأكلات المصرية الموسمية، التي تتكون من سمك مخمر أو مجفف مملح يعد من سمك البوري، ويتناوله المصريون فيفي الكثير من الأوقات وخاصة يوم
شم النسيم، كما أنه من أشهر الأكلات الفلسطينية بقطاع غزة ويتناوله الغزيون بعيد الفطر صباحاً بعد صلاة العيد كي يفتح شهيتهم بعد شهر من الصيام.
حكم تناول الفسيخ بصفة عامة:
وللفقهاء آراء كثيرة في تناوله بصفة عامة وفي شم النسيم بصفة خاصة، فقد ذهب فقهاء المذاهب الأربعة إلى طهارة الصغير من الفسيخ، لأنه معفو عما في بطنه لعسر تنقيته مما فيه، أما الكبير، فقد اختلفوا فيه على قولين:
- الأول: أنه طاهر، وبه قال الحنفية، والحنابلة، وبعض المالكية، وجماعة من المعاصرين.
- القول الثاني: أنه نجس، وبه قال جمهور المالكية والشافعية خلافاً للسيوطي.
وسبب الخلاف يرجع إلى أن الفسيخ - غالباً - لا يستخرج ما في بطنه، إضافة إلى ما يخرج منه بعد تمليحه هل هو دم أم لا؟ وإذا كان دماً فهل هو طاهر أم نجس.. وقد بسطوا الأدلة في ذلك، غير أن الفتوى على إباحة تناوله لطهارته على الأصل، ما لم يثبت الأطباء الثقات ضرره بالصحة، فإن ثبت ضرره، فلا يجوز أكله، وإن كان الأولى تجنب أكله نظراً لتغير رائحته، وخروجاً من الخلاف.
الفسيخ في شم النسيم:
ويرجع الخلاف في حخمن تناول الفسيخ في شم النيم لحكم الاحتفال بشم النسيم إ هو فرع عن الاحتفال، فالقائلون بجواز الاحتفال بعيد الربيع أو شم النسيم واعتباره مناسبة اجتماعية لا علاقة لها بالدين يجيزون تناول الفيسخ وغير من المأكولات المتعلقة بهذا اليوم، بينما من يمنع الاحتفال ويرى أنه عيد لغير المسلمين له هلاقة بمعتقدات قديمة فرعونية ويهودية ونصرانية يحرمون الاحتفال به وتشمل حرمة مظاهر الاحتفال من تناول الفسيخ وغيره.
الفسيخ وكورونا:
والجديد في شم النسيم هذا العام أنه أتى متزامنا مع إجراءات حظر تامة للتجمعات التي منعتا الدولة خشية على المواطنين من انتشار
فيرس كورونا الذي ينتشر بين الناس بطرق كثيرة أشهرها التلامس والاحتكاك المباشر.
وينصح استشاريو التغذية العلاجية بنصائح مهمة بعد تناول وجبة الفسيخ والرنجة بوضع الفسيخ أو الرنجة داخل ورقة فويل ووضعها في الفرن حتى يتم قتل جميع الميكروبات والفيروسات ومنها كورونا؛ حفاظا على الصحة العامة.
إرشادات وزارة الصحة:
من جانبها حذرت وزارة الصحة من تناول الفسيخ والرنجة، والذي ينتج عنه حدوث مشاكل صحية تتكرر كل عام، تتراوح من سوء الهضم والحموضة و"كرشة النفس" وبعضها يصل إلى تسمم يؤدي إلى الوفاة، وبرغم هذا لا يمتنع الكثيرون عن ممارسة طقوسهم في الحتفال بهذا اليوم بتناول هذه المأكولات؛ لذا أصدرت وزارة الصحة وغيرها من الجهات الرسمية والمختصون بالصحة العلاجية عدة إرشادات لحماية المواطنين مما قد يسببه تناول الفسيخ وغيره من المأكولات المملحة، وأهم هذه الإرشادات ما يلي:
-يجب أن نقوم بالشراء من مصدر معروف والابتعاد عن الشراء الباعة الجائلين.
-يجب فحص الأسماك عند الشراء وأن تكون متماسكة القشرة ومحتفظة باللون الوردي الطبيعي.
- ضرورة التأكد من عدم وجود ديدان في الخياشيم وأن يكون لونها الداخلي اللون الوردي المعروف.
- أن تكون رائحة الفسيخ ، رائحته المعتادة، وليست رائحة تعفن كريهة.
يفضل نقع أو وضع الفسيخ داخل الخل أو محلول ملحي لمدة ساعتين وذلك لقتل الفيروسات أيضا.
- لابد من تناول الفسيخ مع البصل والليمون والجرجير وذلك للقضاء على الميكروبات التي قد تكون موجودة.
- يفضل بعد تناول وجبة الفسيخ تناول كوب مغلي من بذور البقدونس والكرفس وذلك لتخليص الجسم من الأملاح الزائدة في وجبة الفسيخ .
- يفضل تناول كوب من عصير الليمون الطازج، وذلك لأن "فيتامين سي" الموجود به يساعد الجسم على تكسير أملاح حمض البوليك فلا يرتفع في الدم.