مع قرب موسم شم النسيم، واستعداد ملايين المصريين المحبين لأكلات الفسيخ والرنجة في الحدائق العامة والمتنزهات، حذر الدكتور عبدالهادى مصباح، أستاذ المناعة، من الإكثار في تناول أكل الفسيخ والرنجة بكثرة خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع انتشار وباء كورونا " كوفيد 19" المستجد.
ورد أستاذ المناعة خلال ظهوره في برنامج "صحتك بالدنيا" على الاعتقاد الذي يعتقده المصريون في أن تناول الأسماك المملحة يظهرويعالج نزلات الانفلونزا والبرد، موضحا أن هذا الاعتقاد نفاه عدد كبير من الأطباء، مع اقتراب الاحتفال بأعياد الربيع، مؤكدين أن تناول الفسيخ والرنجة يضعفان جهاز المناعة، مما يسهل الإصابة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد – 19» حال عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟وقال الدكتور عبدالهادى مصباح، أستاذ المناعة، إن الفسيخ، أو الأسماك المملحة عموما، لا تخفف من أثر نزلات البرد والإنفلونزا، ولا تحتوى على قيمة غذائية عالية أو مضادات أكسدة كما يشاع، معتبرا أن هذه المأكولات تضعف من جهاز المناعة، خاصة أن طريقة تناول هذه المأكولات لا يمكن معها غسلها.
وكشف الآثار الجانبية لتناول الفسيخ ، حيث يسبب مشاكل كثيرة في الجهاز الهضمى والكبد، كما يسبب إسهالا ونزلات معوية، نتيجة احتوائه على نسب مرتفعة من الأملاح، وتظهر أعراضها من خلال الشعور بالقىء وإسهال لمدة يوم أو يومين، وذلك نتيجة احتوائه على البكتيريا، كما يتسبب في زيادة حموضة المعدة والانتفاخ والغازات، وكل ذلك يتسبب في ضعف المناعة، لأن الجهاز المناعى، هو أسلوب حياة، وليس زرا نضغط عليه، لتقويته أو ضعفه.
وأكد مصباح أن تناول الفسيخ يمثل خطرا كبيرا، في ظل تفشى فيروس كورونا، خاصة إذا كان يتم شراؤه من مصادر مجهولة، علاوة على طريقة التكوين والتحضير، التي تحتوى على عدد كبير من البكتيريا والفيروسات، بما يسبب الإصابة بالتسمم الغذائى، وبالتالى تضر الجهاز المناعى الذي يبدأ بمقاومة مجموعة كبيرة من البكتيريا والميكروبات والسموم، فيؤدى إلى نشاط نوع معين من البكتيريا، يفرز سما معينا يهاجم الأعصاب ويؤدى إلى ازدواج الرؤية وصعوبة الكلام، فضلا عن الإصابة بضعف الأطراف العليا للجسم، وقد يصل إلى عضلات الجهاز التنفسى ويسبب فشلا في التنفس والوفاة.
وكشف أن النسب المرتفعة من الأملاح في الفسيخ، تؤثر على شرايين القلب والمخ، وكذلك الساقين فيسبب تورما في الساقين، فضلا عن تأثيره على أملاح الدم، وبالتالى يؤثر على المرضى الذي يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمى، كالتهابات المعدة، والقرحة، كما يؤدى إلى الدخول في غيبوبة كبدية، أو استسقاء.
وحذرأستاذ المناعة من تناول هؤلاء للفسيخ نهائيا، موضحا أنه حامل للطفيليات التي تنتقل إلى الإنسان، وتتسبب له في حالة من المرض أعراضها مغص شديد وقىء، وقد يؤدى إلى حدوث جلطات بالأوعية الدموية، وكذلك البكتيريا اللاهوائية، التي تسبب شللا في الأعصاب، وفى الجهاز التنفسى في عضلة الحجاب الحاجز، مؤدية للوفاة في النهاية.
كيف تقوي جهاز المناعة
وقال مصباح إن مواجهة فيروس كورونا تتطلب جهازا مناعيا قويا للتصدى للإصابة به، وهذه المأكولات تضعف من الجهاز المناعى، مؤكدا أن الغذاء الصحى السليم الغنى بالمعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة يساهم في بناء جهاز مناعى قوى قادر على التصدى للفيروسات بشكل عام، بجانب ضرورة التهوية الجيدة للمنزل وتعرض الجلد لأشعة الشمس للحصول على فيتامين «D» اللازم لتقوية المناعة، مع الإكثار من تناول السلطة الخضراء، والفواكه المتمثلة في البرتقال واليوسفى والجوافة، وشرب كميات كبيرة من المياه، والمشروبات الدافئة مثل القرفة والنعناع واليانسون.