ها قد أقبلت الأيام المباركة التي نننتظرها من العام للعام وكلنا أمل أن يكون رمضان لنا هذا العام خيرًا مما سبق نتقرب فيه بالطاعة ونزداد قربا من الله.. وبهذا نسعد ونفرح. ويختلف حال الناس في استقبال الشهر الكريم؛ منهم من يراه فرصة لتنوع موائد الطعام خاصة أن رمضان يشتهر بأكلات معينة ومعروف بها ولا تحلو إلا فيه، فضلا على اختصته باكلات لا تكون إلا فيه.. ومثل هؤلاء يسرفون في الإعدادات المادية بتخزين صنوف الطعام مما يثقل كاهل الأسرة ويضر بميزانيتها.
فيمايستقبله آخرون استقبالا حقيقا ويتهيأون لقدومه نفسيا فيعودن أنفسهم من الآن على الصيام وصلاة التطوع الاجتهاد في الطاعة وحب الصدقات، وهؤلاء همن عرفوا حقيقة قيمة هذا الشهر الفضيل الذي يأتي في العام مرة واحدة وانه فرصة عظيمة لتقوية علاقتنابالله تعالى.
استقبال رمضان:
إن من يتعرف على فضائل رمضان ويعلم ان في هذا الشهر تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين يجدها فرصة رائعة للتزود من الطاعة التي تشرح الصدور وتنير الأفئدة وهذا سر السعادة بالطاعة يقول ربنا: " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".
ولكي نفرح برمضان وهذا هو الأصل ينبغي التعرف على فضائله من الآن ونتذكرها، حتى نحسن استقباله الذي يكون حقيقة بعدة أمور، منها:
-الدعاء: والدعاء هو العبدة ويكن آكد ما يكون في شهر المغفرة والرحمة شهر رمضان، فلقد كان رسولنا يدعو ربه: (اللهم بلِّغنا رمضان) وما أحسن قول أحد السلف الصالح؛ حين كان يدعو قائلا: (اللهم سلِّم لنا رمضان، وسلِّمنا إلى رمضان، وتسلّمه منا متقبلا مبرورًا) ومن الدعاء أن تدعو بدعاء رؤية هلال رمضان: (الله أكبر: اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال خير ورشد).
-ومن الأمور التي نستقبله بها أيضا أن نستشعر عظمته ونتعرف على قدره وفضائله ولذا نفرح ونبتهج بقدومه؛ لأنّ من لم يدرك فضله وعظمة العمل فيه، وثواب العبادة فيه، فلن يقوم بحقه، ولم يؤد الذي عليه فيه، وسيقصّر حتمًا ولا بُدّ، إمّا كسلًا وتهاونا، أو جهلًا واستخفافًا بشرائع الدين، وكلاهما مصيبة، نسأل الله أن يعافينا منها جميعًا..
-تجديد النية الصالحة لاستقباله من صيام وتطوع وصدقات حتى لا تكون عادة.
-سلامة الصدر مع المسلمين والعمل على علاج أمراض القلوب: قال تعالى: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) وفي الحديث: (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم وصوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم التي في الصدور).
-إعداد برامج بسيطة ونخطط ونجهز لوقت رمضان وإعداد برنامج يومي واقعي لرمضان وكل فيها هذا ادى بظروفه وما يريد تحقيقه.
-تطهير القلب من الدنايا، والحرص على مصاحبة الصالحين والمصلحين الذين يشعون على الطاعة ويغتنمون الأوقات..
-التعود على البذل والإنفاق والتصدق من الآن.
-الاهتمام من الآن بتعلم أحكام فقه الصيام.
اقرأ أيضا:
"إلي مثواه الأخيرة " خطأ شرعي فتجنبه ..لهذه الأسبابسعادة القلب:
إن من يفعل هذا يجد قلبه مرتاحا مطمئنا منشرحا متهيئًا شغوفا بإقبال هذا الشهر وكل مر منه يوم تمسك بالباقي حتى يذهب رمضان وقد ذهبت معها ذنوبه.
ولم لا؟... وقد كانت البشرى تُزَفُّ لأولئك الأطهار، من الصحابة الأخيار-رضي الله عنهم- يزفّها النبي بقوله: (أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء! وتغلق فيه أبوب الجحيم! وتغل فيه مردة الشياطين! لله فيه ليلة خير من ألف شهر!! من حُرِم خيرها فقد حُرِم) »رواه النسائي والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الترغيب«.
يقوال ابن رجب-رحمه الله-: "هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضُهم بعضًا بشهر رمضان: كيف لا يُـبشَّر المؤمن والعاقل بفتح أبواب الجنان؟ كيف لا يـبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟ كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان؟»...
فهذه البشارة وحدها تستحق العمل لها وتستحق الإعداد كما أن ليلة القدر ليلة بألف شهر فينبغي أن نجهز أنفسنا لها من الآن.
اقرأ أيضا:
لماذا خلق الله النار؟.. وما صفات أهلها؟.. وما الحكمة من عذاب البشر؟ اقرأ أيضا:
كل شيء وفق مشيئته وإرادته.. الله هو المدبر فلا يخيفك شيء