"الوصية الأولى والأخيرة حين اتوفى سامحوني واستروا عيوبي، وادعوا لي بالرحمة وتذكروا الصحبة ولو أني أخطأت، وانسوا خطأي واذكروا أجمل صفاتي. لا أعلم بأي ساعة كتب لي انقباض روحي، بجناتك اللهم ارحمني يوم يصلون علي صلاة لا ركوع لها".
بتلك الكلمات المؤثرة، أوصت "فاطمة الحطاب"، في رسالتها الأخيرة التي كتبتها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قبل أيام فقط من وفاتها أمس بفيروس كورونا المستجد في مستشفى غرب العجمي بالإسكندرية، بعد يومين فقط من
وفاة رضيعتها التي وضعتها قبل أسبوع بالفيروس نفسه، مثيرة تفاعلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انهالت الدعوات لها بالمغفرة والرحمة.ودخلت "فاطمة" وهي من محافظة دمياط، المستشفى بعد أن ظهرت عليها في أواخر مارس الماضي أعراض تشبه نزلات النزلة الشعبية، وعندما أخبرت زوجها بالأمر، قررا التوجه إلى الطبيب وعمل أشعة للاطمئنان.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟وكانت المفاجأة حين اكتشفت تدرك الزوجة وهي - أم لثلاثة أطفال - أنها مصابة بالفيروس، وهي في أيامها الأخيرة من الحمل، لكن حالتها الصحية ساءت ودخلت العناية المركزة، وبعد أن ناشد زوجها رواد مواقع التواصل بالدعاء لها، تفاعل معها آلاف الأشخاص بالدعاء لها وتنظيم وينظمون حملات استغفار جماعي من أجلها.لكن قضاء الله كان أسبق إليها، وتوفيت أمس، بعد يومين فقط من وفاة رضيعتها، ونعاها زوجها "شادي أبويوسف" بعبارات مؤثرة، بعد أن حرم من إلقاء نظرة الوداع عليها، والمشاركة في صلاة الجنازة عليها، لكونه هو الآخر يخضع للحجر الصحي، بسبب مخالطته لزوجته.
وكتب قائلاً عبر صفحته على "فيس بوك": "سبحان الله ... ينزل قرار النهارده بنقلى من الحجر في العجمي للحجر في أبو قير ... وبمجرد دخول عربات الإسعاف ساحة مستشفى العجمى للاستعداد لنقلى بعيدًا عن فاطمة ... يأتيني خبر وفاتها في نفس اللحظة ... وكأنها ظلت إلى جواري ورحلت عندما أذن الله لي بالرحيل عنها ... اللهم اجعل موعدنا الجنة ... غدا نلقى الأحبة محمد وصحبه".ودعا لله تعالى: اللهم إني حرمت السير في جنازتها ... وحرمت زيارتها في مرضها... وحرمت صلاة الجنازة عليها .... اللهم سخر لها عبادًا من لدنك يصلون عليها صلاة الغائب حتى تضج السموات بدعائهم".