"فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ" (الأحقاف: 35)
يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:
يجب أن نتربى جميعًا في أن القضاء إذا نزل نسلم به، إن أول أمر في مواجهة البلاء على المؤمنين فعله هو إذا نزل قضاء علينا أن نرضى به، الذين يعيشون في البلاء طويلًا هم السبب، لأنهم لو رضوا لرفع الله عنهم البلاء، فالله سبحانه وتعالى يقول من رضي بقدري أعطيته على قدري.
اقرأ أيضا:
أنبياء حضرهم الموت .. ماذا قالوا؟ (بشريات ومواعظ)وفي قوله تعالى: "فاصبر كما صبر أولو العزم" مثال لما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام، حيث صبر كثيرًا على البلاء ولكن كانت النهاية أن الله سبحانه وتعالى مكن الله له في الأرض حيث قال: "وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ".
فالمسألة أن ترضى بالقضاء فيريك الله الحكمة من هذا القضاء، والإنسان إذا أصابه شيء يكرهه، عليه أن يسأل نفسه أولًا هل هو السبب في نزول هذا البلاء أم لا؟ فإن لم يكن له يد فيه، فالأمر إذًا متعلق بمن أنزل عليه هذا البلاء فله بالتأكيد حكمة فيه.
فلا يأخذك الحدث إلا إذا عرفت من فعله، فالمؤمن ينظر للحدث إلا بنظرتين فإن كان من نفسه يعالجه، وإن كان من عند الله فله في ذلك حكمة يرضى بها يرفع البلاء.