أنس محمد
لا يتوقف شهر رمضان على عبادة الصيام فقط، بل يتمدد لأبعد من هذا بكثير، فهو شهر الفرحة والغفران، والتسامح، والوحدة والتآلف، واجتماع قلوب وعبادة المسلمين على قلب رجل واحد، في طاعة الله وأداء فريضته.
وتختلف احتفالات كل دولة من دول العالم الإسلامي عن الأخرى، حيث تتسابق الشعوب العربية على "العزومات" والولائم لكن في مصر الوضع يختلف كثيرًا، فشهر رمضان له مذاق خاص لا يعرفه سوى المصريين، للدرجة التي تميزها عن غيرها، بدءًا من احتفالات الأطفال بفوانيس رمضان، والتزام الصائمين في المواصلات والأماكن العامة بقراءة القرآن والإمساك بالمصاحف، وتعلق الزينة والفوانيس.
كما تستعد أول يوم رمضان البيوت المصرية لتحضير الافطار، تبدأ العزائم عادة في أول يوم من الشهر الفضيل وحتى نهاية الشهر بالتبادل بين كل منزل، وأداء صلاة التراويح جماعة في المساجد، كما تكثر موائد الرحمن التي لم تعد تقتصر على الفقراء بل يستفيد منها من تأخر في العودة إلى منزله كما يذهب البعض إليها للاستمتاع بتجربة جديدة.
وتتحول الشوارع في مصر إلى ملاعب كرة قدم وجلسات تشبه القهاوى يتجمع بها الشباب لقضاء سهرتهم لوقت متأخر وصولاً لوقت السحور.
فرحة باتت مهددة
إلا أن هذه الفرحة التي ننتظرها في رمضان باتت مهددة، بعدما أصدرت مؤسسة الأزهر المصرية فتوى بجواز إلغاء صلاة الجمعة الأسبوعية وصلاة الجماعة في المساجد للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأجازت هيئة كبار العلماء بمؤسسة الأزهر، في فتوى رسمية، إيقاف صلوات الجمعة والجماعة لحماية الناس.
وقالت الهيئة في بيان: "في ضوء تواتر المعلومات الطبية من أن الخطر الحقيقي للفيروس هو في سهولة وسرعة انتشاره، فإن الفتوى تأتي تماشيا مع أعظم مقاصد شريعة الإسلام حفظُ النفوس وحمايتها ووقايتها من كل الأخطار والأضرار".
وأوضحت أن البديل الشرعي عن صلاة الجمعة هو أربع ركعات ظهرا في البيوت، أو في أي مكان غير مزدحم.
وأشارت إلى أنه يجب شرعًا على جميع المواطنين الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية للحدِّ من انتشار الفيروس والقضاء عليه، فضلا عن "استقاء المعلومات من المصادر الرسمية المختصة".
إغلاق الأضرحة
من ناحية أخرى، قررت وزارة الأوقاف المصرية غلق جميع الأضرحة على مستوى البلاد لمدة أسبوعين، كإجراء احترازي لمنع انتشار فيروس كورونا.
وقال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، إن غلق الأضرحة "تم بالتنسيق مع شيخ الأزهر وشيخ مشايخ الطرق الصوفية، ونظرًا لكثرة المترددين على زيارة الأضرحة وبخاصة في المساجد الكبرى".
كانت وزارة الأوقاف المصرية قد قررت في وقت سابق وقف الاحتفالات الدينية والموالد وحلقات الوعظ الديني، وطالبت بقصر مراسم العزاء على المقابر دون إقامة سرادقات عزاء أو إجرائها في قاعات الضيافة الملحقة بالمساجد.