يعاني الكثير من الناس خاصة في فصل الشتاء من التبول كثيرًا، وتكثر هذه الحالة عند الأطفال، حتى أن بعضهم يتبول تبولاً لا إراديًا، ولا يستطيع أن يتحكم به، خاصة إذا كان نائمًا، الأمر الذي يقلق الآباء، والأشخاص الذين يعتادون على التبول بكثرة ويتملكه الشك بإصابته بمرض السكري أو غيره.
تقول الأبحاث الطبية، إن كثرة التبول لا يرتبط بشرب كميات كبيرة من الماء بشكل مباشر، بل أن بعضها يأتي لأسباب هينة، أو حالات صحية تستوجب سرعة التوجه إلى الطبيب أو الطوارئ.
وتضيف أن يحصل جسم الإنسان على 20 إلى 30% من المياه عن طريق الأطعمة، وما يزيد عن هذه النسبة يكون من خلال السوائل الأخرى بما فيها الماء.
وبحسب الأبحاث المنشورة على موقع WebMD، فإن هناك أسبابًا مرضية تتسبب في كثرة التبول، وتساعد الدراية بهذه الأمراض أو مسببات تلك الحالة على سرعة تدارك الأمر ومنع تفاقم الحالة، موضحا الأمراض التي تتسبب في التبول كثيرًا، وهي:
1- التهاب المسالك البولية
إصابة البكتيريا للكلى أو المثانة أو الأنابيب، التي تربطها ببعضها البعض، يحدث تضخم للمثانة، ولا تستطيع امتصاص كمية البول التي قد تكون غائمة أو دموية أو غريبة الرائحة.
2- مرض السكري
نسبة السكر في الدم. وتحاول الكليتان ترشيحها، لكن لا يمكن دائمًا مواكبتها، لذلك ينتهي السكر في البول، بما يجذب المزيد من ماء الجسم ويجعل المريض يتبول أكثر، والتبول من العلامات الأولى، والأكثر شيوعا لمرض السكري. لذا يجب المسارعة بمراجعة طبيب إذا بدا التبول أكثر من المعتاد فجأة.
3- السكري الكاذب
تختلف هذه الحالة عن نوعي السكري الحقيقي، ففيها لا يمكن لجسم الإنسان استهلاك أو إنتاج ما يكفي من الـ"فاسوبريسين"، وهو الهرمون الذي يُخبر الكلى عادةً بإطلاق الماء في الدم عند الحاجة إليه.
4- متلازمة المثانة المؤلمة
يشعر المريض بالرغبة في الذهاب إلى المرحاض طوال الوقت، ولكن بدون الكثير من التدفقات، وربما يعاني أيضًا من ألم في أسفل البطن ويزداد سوءًا عند التبول.
5- حصى الكلى
تشكل المعادن والأملاح صخورًا صغيرة في الكلى. ويشعر المريض عادةً بالرغبة في التبول كثيرًا، لكنه لا يتبول كثيرًا.
6- حالات الحمل
عندما ينمو الطفل في الرحم، فإنه يشغل مساحة أكبر، ويضغط على المثانة، مما يجعل الأم ترغب في التبول كثيرًا أو بشكل عاجل.
7- السكتة الدماغية
تتسبب في بعض الأحيان في تدمير الأعصاب التي تتحكم في المثانة، مما يسبب نقصا أو زيادة في البول.
8- الأورام السرطانية والحميدة
يمكن أن تكون من أعراضها كثرة التبول، حيث تحتل مساحة أكبر في أو حول المثانة. ويعد ظهور الدم في البول هو العلامة الأكثر أهمية إذا كان هناك أورام سرطانية. ويجب التوجه على الفور إلى طبيب إذا تم ملاحظة دم في البول أو ورم عند أسفل البطن أو الشعور بألم أثناء التبول.
9- التهاب المهبل
إذا أصيب المهبل بعدوى، فإنه يلتهب وتشعر المرأة بحاجة ملحة للتبول في كثير من الأحيان.
10- أسباب متنوعة
ومن المسببات الأخرى لكثرة التبول يأتي مشاكل ضعف الحوض، وبلوغ سن اليأس، حيث تقل هرمونات الأستروجين، مما يدفع السيدات إلى التبول أكثر، وهي نفس النتيجة التي تحدث نتيجة لتضخم البروستاتا عند الرجال وحالات الإمساك عند الجنسين.
كما يؤدي كثرة تناول المشروبات، التي تحتوي على الكافيين إلى نقص إفراز الجسم لهرمون الـ"فاسوبريسين"، لذا ينصح دائمًا بشرب الماء مع فنجان القهوة.
متى يمكن اعتبار كثرة التبول أمرًا مرضيًا؟
في الحقيقة فإن الأمر لا يقاس بعدد المرات التي تتوجه بها إلى دورة المياه للتبول، فعلى الرغم من أن معدل الحاجة للتبول يتراوح بين 4-8 مرات في اليوم، إلا أن الحالة تعتبر مرضية في حال منعت الشخص من ممارسة حياته بشكل طبيعي فقط.
نقصد بممارسة حياته بشكل طبيعي أنه لا يضطر إلى إلغاء نشاطاته اليومية لعدم قدرته على ادائها بتواصل بسبب الحاجة للتبول، أو أنه لا يعاني من القلق الحاد حول تواجده بأماكن لا تحتوي على دورات مياه.
اظهار أخبار متعلقة
أسباب كثرة التبول المستمرة؟
كثرة التبول قد تنبع من أسلوب الحياة وتفاصيل نكون قادرين على تغييرها ببساطة، بينما بعض الأسباب الأخرى قد تكون مرضية تتراوح في خطورتها ومدى شيوعها.
- الافراط في شرب السوائل خلال وقت قصير
- شرب الكافيين والكحوليات وهي مشروبات مدرة للبول
- الأدوية: بعض الأدوية تتميز بتأثيرات مدرة للبول، كعلاج ارتفاع ضغط الدم أو تراكم السوائل مثلا، تؤثر على الكلية وتحفزها على التخلص من السوائل الزائدة في الجسم ما يؤدي لكثرة التبول.
- السكتة الدماغية والأمراض العصبية: أيضا تلف الأعصاب من شأنه أن يؤدي إلى تلقي المثانة لإشارات غير دقيقة ما يجعلها تحث عملية التبول بكل متكرر ومفاجئ.
- أورام المثانة الحميدة والخبيثة
- العلاج الإشعاعي
- بالإضافة لذلك هناك حالة التبول الليلي المتكرر (Nocturia)، وهي حالة تحدث مع التقدم بالعمر، حيث يضعف إنتاج الهرمون المسؤول عن التبول الليلي
تشخيص كثرة التبول
في حال أصبحت فجأة تعاني من كثرة التبول دون تناولك لمدرات البول كالكافيين، وإن ظهرت عليك أعراض جانبية أخرى كالحمى، ألم الظهر والحوض، التقيؤ، تغير بالشهية، ازدياد بإفرازات القضيب أو المهبل، كل هذه الشروط تقتضي مراجعة الطبيب في الحال.
وتوقع عنده التالي:
- التاريخ الطبي ووصف المرض: بدوره سيقوم الطبيب بداية بمراجعة ملفك الشخصي، ثم الاستفسار منك حول أدويتك الدورية التي تستخدمها، بالإضافة إلى نوعية الأعراض الاخرى التي تواجهها ولون البول وعاداتك اليومية.
- تحليل البول: قد يختار الطبيب توجيهك لإجراء فحص مجهري للبول، حيث يفحص مكونات البول.
- فحص ديناميكا البول: قد يحتاج الطبيب إلى صورة أوضح حول ديناميكية عمل المثانة الأمر الذي يجعله يوجهك لإجراء فحص قياس المثانة. حيث يتم قياس الضغط داخلها للاستنتاج حول وجود مشاكل في عضلات المثانة أو الأعصاب.
علاج كثرة التبول
في حال نتج أن كثرة التبول تعود إلى أحد الأسباب المرضية المذكورة أعلاه، سوف تتم معالجة المشكلة نفسها، فمثلا في حالة السكري سيصف لك الطبيب علاجا للسيطرة على مستوى السكر في الدم، وفي حالة الالتهابات سيهتم بوصف العلاجات المضادة للإلتهابات.
أما في حال كانت كثرة التبول نابعة من المثانة نفسها، أي فرط نشاط المثانة، عندها سينصحك الطبيب بداية بالعلاج السلوكي الذي يستهدف روتين حياتك ونظام غذائي:
- إعادة تأهيل وتدريب المثانة: وهو أمر يقتضي زيادة الفترات الزمنية بين استخداماتك للمنافع طيلة 12 أسبوعا تقريبا. تكون فترة كافية لتعويد المثانة على الاحتفاظ بالبول لفترة أطول والتبول أقل.
- تعديل النظام الغذائي: حيث يوصيك حينها الطبيب بالامتناع عن تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين المدر للبول، والاهتمام بإدخال الأطعمة الغنية بالألياف لنظامك الغذائي كي تساهم في تنظيم الهضم لديك.
- الاهتمام بمواعيد شرب السوائل: حيث تقع عليك مسؤولية شرب الكميات المطلوبة من الماء خلال اليوم بفترات متقطعة والإلتزام بعدم شرب الماء قبل الخلود إلى النوم ببعض الوقت لعدم مواجهة التبول الليلي.
- تمارين كيغل: يوصيك الطبيب أيضا بتمارين أسفل الحوض والتي تعمل على تقوية العضلات حول المثانة والإحليل لتحسين التحكم بالمثانة.
بالإضافة إلى العلاج السلوكي قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية والعقاقير التي تساعد المثانة في تنظيم عملية التبول.
بينما إن لم تتجاوب المثانة للعلاج الدوائي يستطيع الطبيب أن يعرض عليك حقن البوتوكس المخدرة لعضلة المثانة، حيث تساعدها على الاسترخاء وبالتالي رفع قدرتها على التخزين.
بالإضافة إلى ذلك قد يقترح عليك الطبيب إجراء جراحة تقتضي زرع محفزات عصبية تحت الجلد مباشرة كي تساعدك في السيطرة على منطقة قاع الحوض وبالتالي التحكم بالحاجة للتبول بشكل أفضل.