كيف نحيي قلوبنا بالقرآن.. تعرف على فضل قراءته وتدبره
بقلم |
فريق التحرير |
الاحد 09 نوفمبر 2025 - 05:30 م
يُعدّ القرآن الكريم أعظم ما أنزل الله تعالى على عباده، فهو كلامه المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. وقد جعله الله عز وجل النور الذي يهدي به من يشاء من عباده إلى صراط مستقيم، وجعل فيه شفاءً للصدور وهدايةً للقلوب، ورحمةً للمؤمنين.
القرآن حياة القلوب ونور الأبصار
إن قراءة القرآن ليست مجرد تلاوة للحروف، بل هي عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربه، ففي الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"(رواه الترمذي).
فيا لها من تجارة رابحة مع الله! فكل حرف يُقرأ يُكتب به أجر عظيم، وكل آية تُتلى تُنير القلب وتشرح الصدر، وتزيد الإيمان رسوخًا في النفس.
فضل التدبر والعمل بالقرآن
لم يكتفِ الإسلام بالحضّ على تلاوة القرآن فقط، بل دعا إلى تدبره وفهم معانيه، ليكون أثره واقعًا في السلوك والعمل. قال تعالى﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [ص: 29].
فالتدبر هو الغاية من القراءة، وهو الذي يحرك القلب نحو الطاعة ويبعده عن المعصية. إن من يتدبر القرآن يجد فيه العلاج لكل داءٍ، والدليل لكل حائر، والنور في ظلمات الحياة.
القرآن شفيع لأصحابه يوم القيامة
من أعظم الفضائل التي وردت في السنة النبوية أن القرآن سيكون شفيعًا لأصحابه يوم القيامة، قال رسول الله ﷺ:"اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه"(رواه مسلم).
فالذين حفظوا القرآن أو واظبوا على تلاوته وتدبره سيكونون في مقام كريم، يشفع لهم القرآن ويكون لهم نورًا بين أيديهم يوم تظلم الأرض بنارها.
أثر القرآن في تهذيب النفس وبناء المجتمع
حينما يتربى الفرد على آيات القرآن، يتهذب سلوكه ويصفو قلبه، فيصبح إنسانًا رحيمًا صادقًا أمينًا. والمجتمع الذي يلتزم أفراده بآداب القرآن يصبح مجتمعًا متعاونًا تسوده الأخوة والمحبة والعدل.
فالقرآن منهج حياة متكامل، ينظم علاقة الإنسان بربه وبنفسه وبالآخرين.
كيف نحيا مع القرآن؟
لنعش مع القرآن حقًا، يجب أن نجعل له نصيبًا يوميًا من وقتنا؛ نقرأه بقلوب خاشعة، ونتأمل في معانيه، ونسعى لتطبيق أوامره واجتناب نواهيه.
فلنكن من الذين وصفهم الله بقوله:﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر: 29].
إنها تجارة مع الله لا تخسر أبدًا، تجارة تربح السعادة في الدنيا والآخرة.
القرآن الكريم هو رسالة السماء إلى الأرض، من تمسك به نجا، ومن أعرض عنه خسر. فلنجعل القرآن رفيق دربنا، ودواء صدورنا، ودليلنا في كل طريق، حتى نلقى الله وهو راضٍ عنا.
قال رسول الله ﷺ: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
(رواه البخاري).
فليكن لكل واحد منا نصيب من هذا الخير العظيم، بتلاوة القرآن وتدبره وتعليمه للناس، ليبقى هذا النور متجددًا في القلوب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.