يعرف السعال المزمن على أنه السعال الذي يستمر لأكثر من ثمانية أسابيع، ويرتبط بصعوبة في النوم، والإرهاق، ومشاكل التحكم في التبول، والحرج الاجتماعي.
وحدد الخبراء لصحيفة "ديلي ميل"، ثلاث حالات شائعة يجب على المرضى الذين يعانون من السعال طويل الأمد أن يكونوا على دراية بها.
وتقول البروفيسور جاكلين سميث، الخبيرة في هذه الحالة بجامعة مانشستر: "هناك عدد من أمراض الرئة التي من غير المستغرب أن تسبب السعال المزمن".
وتشمل هذه الأمراض مرض الانسداد الرئوي المزمن - يحدث عادة بسبب التدخين، مما يجعل التنفس صعبًا - بالإضافة إلى تليف الرئة، حيث تتراكم الأنسجة الندبية في الرئتين، غالبًا بعد أضرار طويلة الأمد بسبب التدخين أو العدوى.
وتشير إرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية بريطانيا إلى أنه يجب إحالة أي شخص يعاني من السعال الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع إلى إجراء تصوير بالأشعة السينية للصدر، مما يعني أن هذه الحالات عادة ما يتم تحديدها مبكرًا ويتم تحويل المرضى إلى أخصائي الرئة.
سبب شائع آخر للسعال المزمن هو ارتداد الحمض، والذي يحدث عندما يرتفع حمض المعدة إلى الأعلى، وقد يصل أحيانًا إلى مستوى عالٍ يُسبب التهاب الحلق والحنجرة.
في حالات أخرى، لا يصل الحمض إلى هذه المسافة، لكنه يسبب تهيج الأعصاب في المريء، مما يجعل مجاري الهواء حساسة للغاية وعرضة للسعال.
والأعراض الأكثر وضوحًا هي الإحساس بالحرقان المعروف باسم حرقة المعدة، عندما يرتفع الحمض إلى المريء والحلق.
تشمل الخطوات البسيطة للحد من ارتجاع المريء تجنب تناول الوجبات في وقت متأخر من الليل، وتقليل تناول الكافيين، ورفع مستوى رأس السرير. في بعض الحالات، يصف الأطباء أدويةً مثبطة لحموضة المعدة، مثل مثبطات مضخة البروتون (PPIs).
يقول الخبراء إن سببًا آخر قابلًا للعلاج للسعال المزمن هو التنقيط الأنفي الخلفي. يحدث هذا عندما يتسرب المخاط الزائد من الأنف أو الجيوب الأنفية إلى الجزء الخلفي من الحلق، مما يُهيّج المجاري الهوائية ويُثير السعال.
تميل الأعراض إلى أن تكون أسوأ في الليل، عندما يتجمع المخاط في الجزء الخلفي من الحلق.
هناك تفسير رئيس آخر للسعال المزمن، وهو حالة غير معروفة لا تستجيب للعلاجات التقليدية. يُعرف هذا السعال المزمن المقاوم للعلاج، ويُعتقد أنه ناتج عن رد فعل سعال مفرط الحساسية، حيث تنشط أعصاب الحلق والمجاري الهوائية بسهولة أكبر من المعتاد.
غالبًا ما يُبلغ المرضى عن نوبات ناجمة عن تغيرات في درجة الحرارة، أو روائح نفاذة مثل معطرات الجو، أو حتى أنشطة يومية مثل الأكل والشرب والضحك.
وتُرى هذه الحالة غالبًا عند النساء، وهي شائعة بشكل خاص في منتصف العمر.
وعلى الرغم من عدم وجود علاجات مرخصة، تقول البروفيسور سميث إن هناك طرقًا لإدارة هذه الحالة "نسعى أساسًا إلى إعادة تدريب الدماغ".
وفقًا لها "يحصل المرضى على تمارين من أخصائيي النطق واللغة والتي يمكن أن تساعد في تقليل التوتر في الحلق أو البقعة عندما تأتي نوبة السعال واستخدام خدعة مثل احتساء الماء لإبقائها تحت السيطرة".
في الحالات الشديدة، يمكن إعطاء المرضى المورفين للسيطرة على أعراضهم، شريطة مراقبتهم بعناية.
يقول البروفيسور آشلي وودكوك، خبير السعال المزمن في مستشفى الإسكندرية: "هذا أمرٌ رائعٌ حقًا للمرضى. نستقبل مرضى يعانون من أعراض منذ 20 عامًا، وجرعة صغيرة تُخفف سعالهم".
كما يرتبط السعال المزمن بسرطان الخلايا الكلوية، وتقول البروفيسور سميث إن العديد من الأشخاص قد لا يُشخَّصون بهذه الحالة.
وتضيف: "أتساءل إن كان المرضى الذين نراهم في عيادتنا مصابين بسرطان الخلايا الكلوية هم غيض من فيض. ربما يكون هناك العديد من المرضى الذين تخلوا عن البحث عن حلول، ويتحملون الأمر ببساطة".